2012-09-14 | 06:53 مقالات

بين تجارب كالديرون وريكارد

مشاركة الخبر      

الأهداف الستة في المرمى السعودي خلال المباراتين الوديتين أمام المنتخبين الإسباني والجابوني، والهدف السعودي الصفر في مرمى الفريقين المذكورين، تعكس العقم الهجومي والخلل الدفاعي في التشكيلة التي قدمها المدرب الهولندي ريكارد. الخمسة أهداف في المباراة الأولى، والهدف الوحيد في المباراة الثانية، قد تكون فارقاً طبيعياً بين مكانة ومرتبة كل من إسبانيا والجابون، ولكن الواقع يسمح بالاعتقاد بأن أداء المنتخب السعودي تحسن بين هذه المباراة وتلك، وخصوصاً في الشوط الثاني أمام الجابون، حيث صنع السعوديون أكثر من فرصة، في مقابل اللعبة الوحيدة في الشوط الأول والتي حال دون خاتمتها السعيدة تباطؤ معتز الموسى، فيما شكل السعوديون خطراً على المرمى الجابوني من خلال أكثر من أربع محاولات وتسديدات أخطأت المرمى أو صدها الحارس، عدا عن انفرادين على الأقل المهاجم الخطير ناصر الشمراني الذي لم يظهر خلالهما براعته في مواجهة الحراس والتفوق عليهم، وتسديدته الرأسية الضالة وتسديدة الدوسري البعيدة المدى وتسديدة السهلاوي في الشباك من الخارج. وبذلك لم يسجل السعوديون في المرمى الجابوني، أما لماذا اقتصر الفوز الجابوني على الهدف اليتيم، فلأن ياسر المسيليم تألق ووفق في إنقاذ مرماه من ثلاث أو أربع كرات، ولأن كامل الموسى كان بمثابة كاسحة ألغام، فجارى الجابونيين في سرعتهم خصوصاً في الهجمات المرتدة، وأوقف انفراداً بدون ارتكاب خطأ واستدرك ولحق بمن نجح في كسر قاعدة مصيدة التسلل. في رأيي أن المباراتين الوديتين كانتا مفيدتين من حيث الاحتكاك بمستويات رفيعة، وفي خارج المملكة، وأعتقد أن أهم عمل يقوم به ريكارد هو متابعة اللاعبين الذين يتمتعون بقماشة النجوم، والناحية الإيجابية في ذلك أن هذا الصنف من اللاعبين هم كثر ومؤهلون لأن يشكلوا نواة المنتخب القوي الذي يعيد المملكة إلى البطولات وخاصة المونديال. هذا الأمر يذكرنا بعمل الأرجنتيني كالديرون الذي أعتبره المظلوم الأكبر من الكرة السعودية، والذي أوجد مروحة واسعة من اللاعبين الموهوبين، ولكنه بالغ في التجارب (جرب أكثر 80 لاعباً) في حين لم يكن لديه متسع من الوقت، فيما ريكارد لديه المجال، والمهم أن يبقى صامداً أمام الإعلام.