براءة ابن همام تخرج المسترئسين
لا يضيع حق وراءه مطالب.. ومن المستحيل أن يسكت المرء على ضيم، لذا لم يتوقف محمد بن همام عن السعي لرد اعتباره أمام الاتهام - المؤامرة المدبرة بشكل سافر من بلاتر رئيس الاتحاد الدولي عشية ترشيح رئيس الاتحاد الآسيوي نفسه لمنافسة رئيس الـ”فيفا” في الانتخابات الأخيرة. لم يلمس أحد ممن كانوا يلتقون ابن همام من حين لآخر، في خضم “أزمته” أنه متشائم أو مستسلم.. ولا أذيع سراً هنا، أن أقرب المقربين إليه والخلص من جلسائه، لم يصل إلى نسبة 10 بالمئة من درجة تفاؤله، ولكن الجميع كانوا يلاحظون امتعاضه وحنقه مثل أي شخص مظلوم.. فالصدمة كبيرة وخاصة أن القضية تمس الكرامة والنزاهة، لذا رفع ابن همام شعار استرداد الكرامة قبل كل شيء، ومن ثم لكل حادث حديث. وبصبر ابن الصحراء وجلده ودأبه، عمل ابن همام بصمت وهدوء، ولجأ إلى اليد التي تستطيع أن تنال من الظالم، نعني محكمة التحكيم الرياضي، التي كسرت قرار لجنة الأخلاق في الفيفا، وأعلنت براءة ابن همام من تهمة تقديم الرشى لممثلي اتحاد الكونكاكاف في حملته الانتخابية على رئاسة الاتحاد الدولي ضد بلاتر، لعدم وجود الأدلة. وهكذا صار قرار الفيفا إيقاف ابن همام مدى الحياة باطلاً، مما يعني عودة الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي إلى منصبه وكذلك إلى عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، غير أن المكيدة لا تتوقف، فكان قرار الاتحاد الآسيوي بإيقاف ابن همام مدة شهر بالإيعاز من المافيا التي تحكم الفيفا، وتقديم تلفيقة جديدة وفبركة ملف مالي، وهذه المرة باتهام ابن همام باستعمال أموال الاتحاد بصفة شخصية.. كل ذلك لتأخير عودة رئيس الاتحاد الآسيوي لمركزه لعل الوقت يتيح تدبير مؤامرة جديدة. في هذا الوقت يواجه بلاتر عاصفة اتهامات وانتقادات ومطالبات بتنحيته بسبب سكوته عن مخالفات مالية حين كان أميناً عاماً للفيفا، ويتمنع الآن عن التحقيق بها بعد إعادة طرحها، والهجمة عليه هذه المرة من الأوروبيين، وأهم ما فيها إظهاره في موقع الفساد، ليقع في الحفرة التي حفرها لأخيه. تبرئة محمد بن همام من تهم الفيفا شكلت حرجاً كبيراً للإخوة العرب الذين شمروا عن سواعد الترشيح والخلافة، وخوض الجولات الانتخابية وكأن المعركة حاصلة غداً.. بينما كانت دعوى الاستئناف من ابن همام ضد الفيفا على طاولة التحقيق لدى محكمة التحكيم الرياضية. خصوم ابن همام وأصدقاؤه من العرب على حد سواء، لم يكونوا على ما يبدو ينتظرون قرار البراءة، ولعل الأكثر عقلانية كان الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم وشقيق الشيخ أحمد الفهد رأس الحربة في الحرب على ابن همام، فهذا “العاقل” صرح مراراً: يا أهل الخير محمد بن همام ما زال رئيساً للاتحاد الآسيوي، انتظروا على الأقل قرار محكمة التحكيم الرياضية. وبعد.. هل يتغير المشهد العربي السيئ في آسيا بعدما ربح محمد بن همام معركة الكرامة؟.