2012-06-22 | 07:33 مقالات

ما لم يقتنع العرب ببطولتهم

مشاركة الخبر      

تعود كأس العرب في كرة القدم في نسختها التاسعة بعد غياب عشر سنوات بوجه جديد في الأمانة العامة نتوسم به نهجاً يزيل الكثير من العوائق التي لم تفارق هذه المسابقة العربية الجامعة بين المشرق والمغرب. ولكن سعيد الجمعان مهما تميز بحيوية ودينامية، لن يفعل شيئاً ما لم تتغير نظرة الاتحادات العربية لهذه البطولة والتعامل حيالها بجدية وواقعية ومسؤولية. ولعل الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الاتحاد القطري وضع اليد على الجرح حين قال إن الاتحادات العربية، لا الاتحاد العربي، مسؤولة عن عدم نجاح كأس العرب، ولكن الشيخ حمد رأى أنه من الصعب أن تستمر البطولة أو تجد لنفسها الحيز والاهتمام الذي نوليه للبطولات الأخرى. وهناك العديد من الآراء التي تعتبر بطولات الاتحاد العربي عبئاً كبيراً على الملاعب الكروية، مثلما يقول سعود المهندي أمين عام اتحاد الكرة القطري، كما أن هناك آراء مغايرة تعتبر أن الاتحاد العربي وجد ليجمع كلمة العرب ولتوطيد العلاقات الكروية بين آسيا وأفريقيا، كما يقول الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي. وبرغم الاختلاف الكبير في النظرة إلى هذه البطولة، فإن النسخة التاسعة التي تنطلق اليوم في جدة والطائف ضمت العدد الأكبر من الفرق (11)، ولكن التمثيل يكاد يكون محصوراً بفئة اللاعبين الأولمبيين، لذا سيكون اللاعبون المعروفون عربياً نادرين جداً جداً. ومع أن معظم الفرق ستكون بلا نجومها الأساسيين، فإن الضجة أثيرت، وخاصة من قبل الشركة الراعية (وورن سبورت غروب) حول اللاعبين السعوديين، وهذا ما أثر في (تحسين) نوعية اللاعبين في الفريق السعودي، وفي (رضوخ) المدرب ريكارد ليكون مشرفاً على الفريق الأخضر. صافرة البداية اليوم، طوت اللغط الكبير حول إقامة البطولة، ولكن الكلام عن التوقيت غير الملائم لا يتوقف، خصوصاً أن البطولة تتزامن مع المراحل الحاسمة لبطولة أمم أوروبا، وتقام في ظل طقس غير مناسب بسبب الحرارة والرطوبة العالية. وهذا اللغط حول جدوى بطولات الاتحاد العربي، لن يتوقف، والمشكلة أن الذين يرونها (عديمة النفع) لا يقدمون الحلول، ولا يشاركون بجدية في مناقشة العوائق، ويبقى الأمر كذلك طالما أن العرب موزعون بين آسيا وأفريقيا. لقد أمنت (إي آر تي) سابقاً استمرارية بطولات الاتحاد العربي، وها هي شركة (وورن سبورت غروب) ورئيسها بياركخيا يقدمان العصب الأساسي للانطلاقة الجديدة، ولكن قناعة العرب ببطولتهم، تبقى العصب الأقوى الذي يؤمن استمرارية البطولات العربية وتطورها.