اعتقوا محمد نور
هناك من يقول إن محمد نور يفقد نجوميته خارج نادي الاتحاد , وإن أداءه مع ناديه يختلف عن أدائه مع المنتخب , وهذا ما يفسر استبعاده عن المنتخب أكثر من مرة , وإن كان البعض يعزو ذلك إلى عدم انضباطه الفني , وخصوصا لناحية عدم التقيد بخطة المدرب , وهذا ما يجد له مجالاً في نادي الاتحاد حيث يكون الجميع في خدمته , بينما مدربو المنتخب يريدونه أن يكون هو في خدمة المجموعة.
محمد نور واحد من عدد قليل من لاعبين سعوديين لا تسير أمورهم على ما يرام سواء مع أنديتهم أو مع المنتخب , لكنه الأكثر قدرة على ضبط سلوكه والرضوخ للحلول الوسطى وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية , لذا فهو مستمر مع ناديه في كل الأحوال , ومنقطع العلاقة مع المنتخب في بعض الأحيان , وغالباً ما تكون حاجة المنتخب إلى جهوده سبباً في إعادته بعد كل استبعاد..
القريبون من محمد نور يعرفون مدى محبته وتعلقه بنادي الاتحاد , لذا لا يخشون احتمال مغادرته مع كل أزمة , ولكنه شعر في وقت أنه بحاجه إلى التغيير وإلى ترك الاتحاد ليجد فرصة أخرى في ناد آخر خارج الحدود بالطبع , لأن أحدا لا يتصور هذا اللاعب خارج أحضان “ العميد “ , ولكن هذه (الرغبة) لم تكن واضحة في كل مرة , وخصوصاً أنه لم يفصح عن عرض حقيقي , وإن كانت أنديه عدة خارج المملكة أبدت رغبتها في ضمه , إلا أن ذلك لم يترافق مع مفاوضات حتى تحت الطاولة..
وهذا الموسم مثل كل موسم طفت على السطح (قضية) بين الاتحاد ونور , سيكون مصيرها كغيرها: التفاهم في النهاية , التفاهم على وصل ما انقطع من ود أو من غياب عن النادي وعلى الطريقة اللبنانية: لا غالب ومغلوب في الظاهر ولكن هناك غالب في الواقع , وغالباً ما يكون نور..
لماذا لا يعتق الاتحاد نجمه الكبير؟
لماذا لا يقوي قلبه كما فعل الهلال في موضوع انتقال ياسر القحطاني للعين الإماراتي , وكما يتصرف حالياً بانفتاح وبارتياح مع هوساوي والفريدي..
من يدري , قد يكون عتق نور في مصلحة النادي وفي مصلحته هو , فيتحرر اللاعبون والنادي من سطوة القائد الذي لا غنى عنه , وبالتالي يجد اللاعب نفسه في أجواء جديدة قد تزيد من تألقه وفي الوقت ذاته تجبره على الانخراط في التشكيلة.