حضور الروح لا استحضار التاريخ
عندما يتقابل فريقان هجوميان، تقع الخسارة على الفريق الأضعف دفاعاً.. هذا ما حصل في جدة بين الاتحاد وشونبوك الكوري الجنوبي، بين من تأهل بثلاثيتين ومن تأهل بتسعة أهداف في مباراتين.
وهذا ما فسره بوضوح شوي كنج المدرب الكوري حين قال إنه اكتشف الأخطاء فاستغلها ونجح لاعبوه في ترجمتها ثلاثة أهداف مع ضياع بعض الفرص.
كاد “العميد” أن يكون بلا هجوم فعال لو لم يوفق هزازي ويسجل الهدفين بمهارته الفردية وبمجهوده الفردي، لذا يمكن القول إن الاتحاد لعب بدفاع ضعيف وهجوم غير فعال، فكان ضياعه ومستواه الهزيل ولعبه العشوائي.
توقع المحللون أن يتراجع الفريق الضيف في الشوط الثاني بعد الفوز الذي حققه الفريق المضيف في الشوط الأول، وكانت الآمال معقودة على أن ترهق الرطوبة الزائدة الكوريين، ولكن الأخيرين انتشوا (بطقس) الاتحاد ففازوا بهدفين نظيفين مقابل الخسارة بـ1ـ2 .
لم يظهر من (كبار) الاتحاد سوى هزازي، وغابت ديناميكية نور و(إستراتيجيته) ولم تظهر خطورة زيايه وتسديداته، وحتى البديل العنزي فقد سرعته التي لو كانت حاضرة لاستغل كرة طويلة وصلته على طبق من فضة.. ولم يتحفنا جيرالدو وباولو جورج بأي لمسة برازيلية أو برتغالية.
لم يكن ديمتري حذقا حين ذكر لاعبيه بملعب جيونجو مكان إقامة مباراة الإياب والذي كان الاتحاد تعادل على أرضه أمام تشونبوك ذاته في نصف نهائي 2004 .
وكذلك ليس من الحذاقة أن نعيد شريط ذكريات النهائي الخيالي في 2004 حين هزم الاتحاد الخصم الكوري سوينغام بخماسية نظيفة في عقر داره.. وليس من المفيد أيضا التذكير بتفوق الاتحاد على الفرق الكورية.. تاريخياً، ولا تفوق الكرة السعودية على الكرة الكورية.. في السجلات.
المفيد الآن أن تعود الروح التي كنت غائبة تماماً في أربعاء جدة الماضي، وأن يكون ديمتري تعلم الدرس من نظيره الكوري في دراسة الفريق الخصم.