رياضيون أميّون
دائماً ما أقول إن المناسبات ـ أياً كانت ـ تمارس فضحنا وتعريتنا بشكل أو بآخر، لن أمارس جلد الذات كما يفضل البعض تسميتها، ولكن أحب ممارسة المكاشفة لعل المتابع يجد بها ما يفيده. أول من أمس كنت شاهد عيان على حفل جوائز صحيفة "الرياضية" السعودية لنجوم الموسم الماضي، بصراحة كنت أترقب بلهفة كبيرة للكلمات التي يلقيها النجوم المكرمون، وأحاول أن أفتش في ثناياها لمؤشرات تعكس ثقافة، أو تنبئ بسعة اطلاع، أو تشي بعمق في القراءة، ولكنني أصبت بخيبة أمل أصبحت مكررة في مثل تلك المناسبات. كنت أترقب تيسير الجاسم وهو يردد: "أزجي الشكر لمدرس الرياضة في المرحلة الابتدائية في محافظة الأحساء الذي قال لي قبل عدة سنوات إنني سأصبح أفضل لاعب وسط سعودي". وكنت أتشوق لسماع ناصر الشمراني وهو يقول: "سأظل مديناً لوالدي في كل مناسبة ذلك أنه علمني أن أكون الأول في كل شيء، وكان دائماً ما يوجهني لأن أكون القدوة سلوكاً وممارسة، وأن أكون القائد لكل من حولي". وكم انتظرت ياسر الفهمي وهو يتمتم: "شكراً لخالي الذي كان موجهي منذ الصغر، وأصر على استكمالي دراستي، ولم يمنعني من مزاولة كرة القدم، وكان دعمه الصادق معي حاضراً في كل مكان، وكان يردد أنني سأكون نجماً كروياً في السعودية، وأنني سأدفع عائلتي إلى التباهي بي مستقبلاً". للأسف كل ما كنت أتمناه لم يكن له وجود، كانت الكلمات عبارة عن كلمات مكررة، وعبارات معتادة، وجمل غير مترابطة ليس فيها من الإحساس أو العمق أي شيء، لذا لم تصل إلى قلوب الحضور أو المشاهدين أو يتردد صداها حتى الآن، ولم تتجاوز شفاه أصحابها. أتمنى جاداً أن يسعى كل اللاعبين وخصوصاً من أبناء الجيل الجديد إلى تكثيف الاطلاع، والقراءة المنوعة، والسعي الجاد والمستمر لتطوير النفس، أو متابعة بعض الحسابات المميزة في مواقع التواصل الاجتماعي ممن يُشهد لهم بالتميز في المفردة والأسلوب في سبيل تطوير اللغة الشخصية والحصول على مخزون أكبر من المفردات، وأعتقد أن لمديري أعمال اللاعبين دور في مساعدتهم في بعض الجوانب التي تسهم في الارتقاء بسلوكياتهم وكلماتهم، وفي المناسبات التي تشهد مواجهة الجمهور، إذ ليس من المعيب أن يُعد مدير أعمال اللاعب الكلمة التي سيلقيها موكله أمام الجمهور، ويحاول تدريبه عليها قبل إلقائه، هذه الجزئيات البسيطة على اللاعبين ومديري أعمالهم التنبه لها، ومحاولة تطوير قدراتهم فيها، ومن الجيد أن يتم حضور بعض الدورات الخاصة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام والجمهور في ذلك في سبيل عكس صورة مميزة عن لاعب محترف سعودي قبل العودة إلى ذلك الزمن الذي كان يجيب فيه أمهر لاعب سعودي سابقاً يوسف الثنيان على سؤال أحد المذيعين بــ" كيف الحال".