20 عاماً .. ضاعت وسط الزحام
عقدان من الزمن مرا على آخر مواجهة (سعودية ـ أرجنتينية) والتي كانت في 20 أكتوبر 1992، وانتهى اللقاء حينها بثلاثية للضيوف مقابل هدف "أخضر" بقدم "المونديالي" سعيد العويران، وغداً الأربعاء لقاء بعد غياب طويل حتى ولو كان ودياً. المهم أن هناك أجيالا ذهبت، وأتت أخرى، لكن الكرة السعودية فقدت البريق الذي كانت عليه، في ذلك العام تواجد "الأخضر" في نهائي كأس آسيا في اليابان، وخسره بهدف يتيم، وعاد مرة أخرى للتواجد في نهائي آسيا في 96 وهي البطولة الثالثة التي حققها، واستمر كذلك في خامس نهائي متواصل في تاريخه في لبنان عام 2000 لكنه خسره أمام اليابانيين مجدداً. ذلك العام تحديداً كان بداية العد التنازلي للكرة السعودية، إذ بات هناك شح في النجوم، وعدم استقرار على الأجهزة الفنية، وكذلك سوء كبير في النتائج باستثناء الوصول المفاجئ إلى نهائي كأس آسيا 2007، خلاف المسابقات الخليجية التي لم تعد تروي عطش مدرج أخضر اعتاد الذهب الآسيوي، ويؤمل في كل مونديال على تكرار التجربة الأولى في 94 بالتأهل للدور الثاني، قبل أن يحلم بالعودة إلى المشاركة فقط في كأس العالم مجدداً بعد الغياب عن مونديالي 2010 و2014. الكرة السعودية تعاني أزمة ثقة بسبب سوء النتائج على كافة الدرجات خلال الأعوام الأخيرة، وهي المرحلة الأصعب في تاريخها الممتد عبر 6 عقود، على اعتبار أن المسكنات التي تتحصل عليها الكرة السعودية باتت غير كافية لإعادة العافية إلى جسدها المثخن بالجراح والانكسارات. تجربة الأرجنتين باتت واقعاً، وستقام غداً في ملعب الملك فهد وهو الذي لم يتغير فيه شيء منذ عقدين أبداً بما في ذلك أرقام المقاعد التي حتى الآن لم يتم العمل عليها بالشكل الذي يضمن للمشجعين تذكرة بمقعد أسوة بجميع الملاعب المميزة في العالم، ولكن ربما أنها العقليات التي تدير المنشآت الرياضية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تختلف عن نظيراتها في الاتحاد السعودي لكرة القدم وشؤون المنتخبات لذلك النتيجة واحدة. السرد التاريخي من عام 1992 وحتى الآن من أجل إيضاح خطورة المرحلة التي وصلنا إليها، والتي تستوجب عملاً مضاعفاً ينطلق من رؤية وخطة معلنة ومؤرخة بحيث يكون المشجع البسيط على علم بتفاصيلها وأهدافها حتى يكون هناك تعاطٍ عادل مع النتائج والتجارب خلال الفترة المقبلة. تجربة إسبانيا جيدة بلا شك كما هي أيضاً مواجهة الغد مع "التانجو" لكن ما يعاب عليها عدم وجود خطة تصاعدية تضمن الاستقرار على قائمة معينة تخوض مواجهات ودية عادية قبل أن تتطور مع منتخبات أفضل ومن ثم الوصول إلى مرحلة مواجهة المنتخبات العالمية الكبيرة، لكن وللأسف ذلك لم يحدث. إجمالاً مدرب المنتخب السعودي الحالي الهولندي ريكارد ربما يكون مدربا جيدا، ولديه تاريخه الذي يتباهى به لكنه بالتأكيد ليس الأنسب لنا، أو من نؤمل عليه اعادتنا لريادتنا التي نستحقها، لأننا نحتاج من يشعر بنا، ويهتم لأمرنا، ويعمل من أجلنا، وما نراه وأكاد أجزم به أن ريكارد ليس كذلك، وغداً لناظره قريب.