2012-11-11 | 06:57 مقالات

25 مليون محلل

مشاركة الخبر      

خسر الأهلي بالأمس لأنه واجه فريقاً منظماً، ولأنه لم يستطع تقديم ما يشفع له بالفوز، وفي النهاية فوز كوري مستحق، وخسارة أهلاوية طبيعية. في الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا لم يكن هناك من داخل أروقة الأهلي من يرشح الفريق للوصول إلى النهائي أو يرى فيه البطل المتوج، لكن كان ذلك قريباً لولا أن قدر الفريق مواجهة فريق كوري متمرس اعتاد التعامل بعدائية رقمية مع الفرق السعودية خلال السنوات الأخيرة، إذ أكرم الشباب بسبعة أهدف موزعة على مواجهتين، وكذلك فعل مع الهلال بخماسية ذهاباً وإياباً، قبل أن يكتفي بثلاثية في مرمى الأهلي بالأمس، ودليل أن هذا الفريق الكوري يطغى في مواجهاته معنا أنه لم يسمح بتسجيل هدف وحيد في مرماه أمام الفرق السعودية. الجانب الإيجابي في مواجهة الأمس أنه أبرز جانباً إيجابياً في شخصية الفريق وتحديداً في قدرة الفريق الأهلاوي على معالجة جراحه بسرعة فائقة، لذا من يصدق أن هذا الفريق حل التاسع دورياً قبل موسمين ومن ثم نجح في القفر على جراحه وركض إلى الأمام محققاً كأس الملك، وألحقها بوصافة الدوري مع الاحتفاظ بكأس الملك للمرة الثانية قبل أن يصل إلى نهائي دوري أكبر قارات العالم. صحيح خسر الأهلي فرصة الفوز ببطولة قارية لكنه في المقابل لديه من الإمكانات ما تمنحه القدرة على معاودة الركض المحلي بلياقة أعلى، ومعاودة المنافسة على الدوري الغائب عن خزانته قرابة الثلاثة عقود، ومحاولته الفوز به الموسم الماضي التي لم يكتب لها النجاح ربما تنجح هذا الموسم في ظل دوري ضعيف فنياً بإمكان أي فريق الفوز به ولو كان من فرق الوسط، ومن ثم معاودة المنافسة على اللقب الآسيوي مجدداً. عقب خسارة البارحة فتح المحللون الكرويون وكذلك الجماهير الأبواب لنقد واقع المواجهة، ما بين من يحمل المدرب مسؤولية النتيجة، أو لإدارة النادي، وآخرون رموها على اللاعبين، لكن لا أحد تعامل مع الخسارة بمنطقية، ووجدها طبيعية لفريق لديه ملامح البطل لكنه واجه فريقاً متمرساً وخبيراً وعلى قواعده وبين أنصاره. أحد الزملاء المهتمين بالشأن الأهلاوي -في تصفية حسابات معلنة- يقول تلفزيونياً: "أحمل إدارة النادي مسؤولية الخسارة لأنها فشلت في تهيئة اللاعبين نفسياً لهذه المواجهة". بصراحة البعض بات يردد عبارات إنشائية يقولها المشجع العادي، بدليل أن التهيئة النفسية لا تنجح لوحدها في مضاعفة قدرات اللاعبين، إذ يستحيل أن يتحول معتز الموسى إلى شابي ألونسو لأنه سمع من رئيس النادي "شد حيلك"، أو سنرى حيدر العامر وكأنه جوردي ألبا لأن الأمير خالد بن فهد اجتمع به وأكد ثقته بإمكاناته خصوصاً وهو من يلعب أول مواجهاته في دوري أبطال آسيا وفي النهائي أيضاً، كما أنه من غير المعقول أن نشاهد فيكتور سيموس وقد تحول إلى ميسي لأن الإدارة أبدت ثقتها في قدرته على تسجيل هدفين. إجمالاً التهيئة النفسية هامة وأساسية في مثل هذه المواجهات، لكن المنطق يقول إن قدرات اللاعبين، وتعاملهم الجاد والمنطقي مع المواجهات، وتوظيفهم لقدراتهم من أجل مصلحة الفريق أهم من عبارات التحفيز التي لا تكفي لوحدها في صنع فريق لا يخسر، وعلى جمهور الأهلي أن يتذكر أنهم خسروا بطولة لكنهم لم يخسروا فريقهم البطل.