2012-10-14 | 07:18 مقالات

“وّطي صوت الراديو”

مشاركة الخبر      

منذ عام 1994 وهو العام الذي شهد بدء بث إذاعةMBC-FM وحتى الآن، والإذاعة “الرائدة” لا تزال مستمرة في تقديم البرامج المباشرة المختلفة، وتواصل استقبال اتصالات الجمهور والتفاعل معهم في كافة القضايا، وهي التجربة التي استنسختها إذاعات جديدة على مدى العامين الأخيرين، ومنذ ذلك التاريخ والمذيعون يطالبون المتصلين بخفض صوت الراديو حتى تتم عملية استقبال الاتصالات بشكل واضح حتى نهاية الاتصال -الذي لا يتجاوز الدقيقة غالباً- إلا أن أغلب المتصلين وحتى الآن ونحن على مشارف استكمال العام الـ15 من عمر المحطة الإذاعية يستمتع بسماع صوته أثناء الاتصال، ما يدفع المذيعة أو المذيع إلى ترديد العبارة الشهيرة: “لو سمحت وّطي صوت الراديو”، ولا يمهله مهندس الصوت وقتاً أطول قبل أن يبادر بقطع الاتصال، لأنه بكل اختصار لم يستفد من هذه التنبيهات التي استمرت على ألسنة المذيعين والمذيعات أكثر من تريليون مرة، لكنها لم تجد حتى الآن آذان مستمعين صاغية، ويبدو أنها لن تجد مستقبلاً. لو حاولت إسقاط العبارة أعلاه في المشهد الرياضي المحلي، سنجد أنه بالإمكان ترديدها للكثير من منسوبيه، فكم من رئيس ناد يستحق أن يقال له:”لو سمحت وّطي صوت الراديو”، نظير عدم استفادته من أخطاء سابقة في طريقة إداراته للأمور سواء في آلية التعاقدات مع اللاعبين المحليين أو الأجانب، أو في التعامل مع وسائل الإعلام أو مع أعضاء شرف ناديه، وحتى لكيفية فهمه للتنافس الرياضي الشريف. وكم من مسئول في الاتحادات المحلية أو في اللجان العاملة يستحق مثل هذه المطالبة نظير عدم قدرته على تطوير عمله، وغياب التجديد في فكره، والتعامل مع الأحداث المتجددة في الوسط الرياضي بإيجابية كبيرة وبوعي مختلف. “وّطي صوت الراديو” عبارة يجب أن تقال للكثير من المنتمين للوسط الرياضي، منهم الإعلامي الرافض لفكرة التعاطي مع الأحداث بحياد، وممارسة الثناء على المحسن حتى ولو كان خصماً، ونقد المخطئ حتى وإن كان من منسوبي النادي الذي يميل له القلب، وتقال أيضاً لبعض اللاعبين الذين لا يزالون يصرون على عدم فهم طبيعة اللاعب المحترف الواعي بحقوقه والمدرك لواجباته، كما أنها ممكن أن تقال إلى بعض المشجعين الذين يفتقدون لأبسط أبجديات التشجيع والمؤازرة في الملعب وخارجه، ويصدّرون أنفسهم على أنهم “هوليجانز” يمارس شغبه وسلوكياته الخاطئة بأشكال مختلفة ليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بالعنف البدني، إذ أن العنف اللفظي لا يقل أثراً عنه، ومدرجات ملاعبنا في كل المناطق وللأسف ومنتديات الأندية الرسمية منها أو الجماهيرية أيضاً للأسف ممتلئة بالعنف اللفظي حد التخمة. في قادم الأيام تنتابني رغبة في شديدة لجعل “وطي صوت الراديو” عبارة على لسان المصلحين تجاه كل من يصر على تكريس السلبيات في الوسط الرياضي عبر أية ممارسة، لكن كل ما أخشاه أن أفقد صوتي فيما لا يزالوا مصرين على سماع أصواتهم في تطبيق عملي لشعار “خليّها وعليّها”.