2012-07-01 | 07:08 مقالات

دوري الأغنياء فقط

مشاركة الخبر      

يبدو أن حرارة الصيف المرتفعة جداً في الأجواء المحلية خلال الفترة الماضية لم تكن سوى فصل من فصول مسلسل ساخن بكل تفاصيله في المشهد الرياضي. تابعوا معي معسكرات فرق دوري “زين” التي تفرقت بهم السبل في قارات العالم، وقاطعوا بشكل جماعي المعسكرات الداخلية، ولا تثريب عليهم في هذه المقاطعة المبررة نظير عدم وجود حجوزات طيران، أو لوجود فنادق ذات خدمة متواضعة وأسعار مرتفعة، وكذلك عدم القدرة على خوض مواجهات ودية ذات مستوى فني قوي. توقفوا أمام جزئية إقامة فرق لمعسكرات ذات ميزانيات مالية مرتفعة نسبياً مقابل عدم إكمالها لملفات لاعبيها الأجانب، أو إنهاء تفاوضهم مع أجهزتها الفنية، أو استمرار قضايا مالية معلقة مع جهات أخرى. مجتمعنا الرياضي للأسف مجتمع مليء حد التخمة بالمتناقضات، فرق بلا رعاة وبلا موارد مالية كبيرة، وتقيم معسكرات “خمسة نجوم”، ورغم كل ذلك تبحث عن محترفين أجانب من فئة “رخيص وكويس” وتأمل تقديم مستويات جيدة تصل إلى مرحلة المنافسة. وأندية أخرى تتشدق بعقود رعايتها الضخمة، ولديها قائمة من الإشكالات المالية والإدارية التي تنوء بحملها أدراج مكاتب لجنة الاحتراف. وعلى ذكر لجنة الاحتراف قريباً سنطالع كالعادة رئيسها الدكتور صالح بن ناصر وهو يؤكد على عدم اعتماد ملفات بعض الفرق ما لم تسارع إلى حل مشاكلها المالية، متوعداً كل من يؤخر حسم هذه الإشكالات بعدم تسجيل لاعبيه الأجانب وكذلك لاعبيه المحليين الجدد. أعتقد أن هذه المطالبات مبررة، وتتسم بالاحترافية، لكن ألم يفترض أن تسبقها تسديد الاتحاد السعودي لكرة القدم أو رابطة دوري المحترفين لكافة التزاماتهما المالية المستحقة عليه لصالح الأندية سواء إعانة الاحتراف، أو المبالغ التي وعدت بها لصالحات الفرق التي لا تمتلك عقود رعاية، والغريب أن جميع فرق الدوري تحمل شعار “زين” تتضرر من تأخير الحصول على مخصصاتها من عقد هذه الرعاية، في عقد تم توقيعه لخمس سنوات بمبلغ وصل إلى 300 مليون ريال، بواقع 60 مليون كل موسم، ذهبت بين شركة “صلة” والاتحاد السعودي لكرة القدم بنسب متباينة ولم تطل فرق دوري “زين” لا بلح الريال ولا عنب الدولار، وظلت ميزانياتها السنوية لا تكفي للتوقيع مع نجم من فئة “الفايف ستار”، وتحديداً في عشرة فرق جميعها لا تملك عقود رعاية، وتعتمد بشكل كبير إما على رئيس النادي الذي يصرف من جيبه الخاص، أو من دعم أعضاء الشرف ورجالات المنطقة لتلك الأندية، والمحصلة أن يبقى الدوري السعودي للأغنياء فقط. أفترض لو كانت هناك شركة كبرى لديها من بعد النظر والتفكير الاستراتيجي لقامت بإبرام عقد رعاية لأندية العشرة التي تمتلك عقد رعاية مقابل عقد سنوي يبلغ 80 مليون ريال بواقع 8 ملايين ريال لكل ناد، نظير حصولها على إعلانات الملاعب والقمصان وكذلك الدخل الجماهيري، وأعتقد أن خطوة مثل هذه من شأنها أن تنهي مشكلة 10 أندية، وستحقق فائدة كبيرة لتلك الشركة التي ستنجح في نيل حقوق أكثر من ثلثي فرق الدوري بعضها جماهيري وبشكل كبير، ومن ثم تستطيع أن تستحدث الكثير من الأفكار التسويقية الجديدة التي ستعود بنفعها على كافة الأطراف، لكن مشكلتنا من يعلق الجرس، هذا إن كان بقى جرس!!