2012-04-08 | 08:25 مقالات

( قصة رجل قديم)

مشاركة الخبر      

ماذا تعرف عنهم: جعفر نميري: رجل قديم عبدالله الغدامي: رجل سعودي “أعلاه كانت إجابات للاعب الدولي وفريق الاتحاد أسامة المولد في زاوية بعيداً عن الرياضة” في صحيفة “الرياض”، الخميس الماضي، هذه الزاوية تقدم لنا وجبة جميلة في التعرف على ثقافة نجومنا، وتدفعنا إلى التوقف أمام ثقافة أناس نصدرهم للمشهد العام، ونصفهم بأنهم نجوم شباك، ونقدمهم على أنهم نخبة في المجتمع السعودي، والغريب أن الأسئلة لم تتغير منذ سنوات، وعلى الرغم من ذلك لا تزال الإجابات مضحكة أحياناً، وفي أحيان أخرى مخجلة لا تستحق النشر. أعي جيداً أنه ليس مطلوب من اللاعب أن يكون مثقفاً بدرجة كبيرة، أو أن يكون لديه إلمام بجملة من الأخبار العالمية والمحلية وغيرها، لكن من المعيب جداً أن تجد بعض الأسماء بعضهم دولي أو يحمل شارة القيادة في فريقه لكنه فاقد الحد الأدنى من التمتع بثقافة عامة تسمح له بالتحدث أمام زملائه بشكل جيد، وتقديمه لصورة مختلفة عن قدراته أمامهم، أو حتى في وسائل الإعلام، بدلاً من ترديد العبارة الشهيرة: “العيال ما قصروا”. هذا الرأي لا ينطبق على المولد لوحده بل على قائمة طويلة من اللاعبين للأسف، وفي جميع الأندية. هذا الأمر لا يتوقف أمام الثقافة العامة فقط بل يتجاوزه إلى أبعد من ذلك إذ أن التوغل في المؤهلات العلمية للاعبين سيوصلنا إلى مرحلة العجب العجاب بمعناها الدقيق. أدرك أن بعض اللاعبين واجه ظروفاً أسرية ربما أبعدته مبكراً عن مقاعد الدراسة لكن الوقت الحالي يشهد حلولا مختلفة لإمكانية استكمال الدراسة حتى مرحلة الدراسات العليا من دون ارتباط قوي يتعارض مع القيام بواجباته كلاعب كرة قدم محترف. كل ما سبق يقودني إلى ضرورة المطالبة بربط العقود الاحترافية للاعبين بالمؤهل الدراسي بمعنى استحالة وصول أجر اللاعب الشهري إلى حد معين من دون حصوله على شهادة بعينها، وليكن الموسم المقبل بداية لربط الأجور الشهرية للاعبين بالمؤهلات الدراسية بدون استثناءات لأي لاعب مهما بلغت شهرته وحظوة ناديه، إذ أن إجراء مثل ذلك من شأنه أن يدفع كافة اللاعبين بلا استثناء إلى العودة إلى الدراسة ما يكفل تطوير قدراتهم، ومضاعفة معلوماتهم، وانعكاسها إيجاباً على سلوكهم مستقبلاً. أقول ذلك لأنني أعرف لاعبين لم يتجاوزوا شهادة الرابع الإبتدائي ولا تزال لديهم مشكلات في القراءة والكتابة، وأجورهم الشهرية تصل إلى 40 ألف ريال ـ اللهم لا حسد ـ لكن يجب أن نوصل رسالة أن لاعب كرة القدم بإمكانه الوصول إلى هذه المرحلة شريطة أن يكون من حملة شهادة البكالوريس على أقل تقدير، وفي حال تجاوزه أيضاً لهذه المرحلة وحصوله على الماجستير يستحق مضاعفة الأجر الشهري، وهذا الأمر ينطبق على أصحاب المؤهلات الأدنى حتى نضمن اعتزال اللاعب بعد عدة سنوات ولديه شهادة تحميه من التسول والبطالة، وترديد العبارة الشهيرة: “قدّر الله عليّ”.