( الله يعين على التعيين )
هل تعلم أن أنخيل ماريا فيار رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم شغل هذا المنصب منذ 1988 أي منذ 24 عاماً تقريباً، وفاز في الموسم الماضي بفترة رئاسية سابعة حتى 2016 بدون أية منافسة من أي مرشح آخر، هذا الرئيس غير محسوب على الأندية الكبيرة في إسبانيا، وتحديداً برشلونة ومدريد، إذ عرف لاعباً في أتليتكو بلباو، ومثله لعشرة أعوام، وسبق له تمثيل المنتخب الإسباني في 22 مباراة سجل فيها 3 أهداف، هذا الرئيس في منصبه الحالي حقق للكرة الإسبانية أعظم إنجازاتها المتمثلة في كأس الأمم الأوروبية عام 2008، وكأس العالم في 2010. الخلاصة أن الفكر والإدارة والشغف والطموح، والرغبة بتحقيق المنجزات ليست مقتصرة على أبناء الأندية الكبيرة، ولعل فيار نموذج مثالي في دولة متقدمة كروياً، وتتصدر الآن تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ عامين ونصف تقريباً، وتُصدّر مسابقاتها المحلية على أنها الأمتع، وأنديتها الأقوى بدليل تواجد أكثر من ناد في المراحل المتقدمة في المسابقات الأوروبية، واكتساح لاعبيها للجوائز الفردية القارية والعالمية. أعتقد أن بالإمكان أن يكون لدينا تجربة مماثلة، بحيث تمنح الفرصة لأصحاب التجارب الناجحة في أنديتها، خصوصاً الأندية المكافحة، تأملوا تجربة محمد بن معمر سابقاً مع نادي سدوس قبل سنوات عدة، وهي تجربة مثالية جداً تستحق أن تعود للواجهة مجدداً، وكذلك العفالق في الفتح، والمدلج في الفيصلي، وقبلهما جميعاً عبدالعزيز الدوسري رئيس الاتفاق الذي يعد أصغر رئيس يحقق بطولة لناديه في 1984. نحن نحتاج إلى الفكر، وقبله إلى الاعتراف بوجود خلل كبير يحتاج إلى إصلاح، ومن ثم ننطلق إلى تحقيق الحلم. سيكون من الجيد أن نرى عبدالعزيز الدوسري رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم عبر صناديق الاقتراع، والأسماء التي ذكرتها في عضوية مجلس الاتحاد، وسيكون يوماً تاريخياً إثبات أن الوسط الرياضي ينحاز للفكر، وليس إلى الميول. نحن أمام فرصة لن تتكرر بسهولة لإثبات أن الوسط الرياضي تعلم جيداً من التجارب السابقة، وبات أكثر نضجاً، وأكثر مسؤولية, وأكثر محبة لرياضة بلد من حقها علينا أن ننهض بها بعد جملة إخفاقات لم نكن مشاركين فيها، لكن علينا المشاركة لإعادتها إلى الواجهة مجدداً. إجمالاً الحديث عن وجود تعيين لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم -إن صح- فربما سيعيدنا إلى المربع الأول، وسيعزز من مرحلة فقدان الثقة التي يعاني منها الوسط الرياضي، يجب أن يشعر الجمهور أننا ساعون للتغيير والتطوير وإصلاح واقعنا، وأننا جادون في ذلك، بدلاً من إحباطه بتعيين لن يشعره بأهميته، والسعي لإسعاده، بل سيكون استمرارا لأخطاء قضت على أحلام وسط رياضي لا يستحق ما وصل إليه، وعلى “التعيين الله يعين”.