2011-10-04 | 18:00 مقالات

عندما يتسوّل رئيس ناد

مشاركة الخبر      

تخيلت ولمرة واحدة فقط ـ وأسأل الله ألا يحدث ذلك ـ أنني أصبحت مكان فهد المطوع في رئاسة الرائد، أو المهندس محمد السراح الرجل الأول في التعاون، أو عبدالعزيز العفالق في نادي الفتح، كيف سأكون قادراً على العمل لأنصار النادي وأنا صفر الشمال خلو اليمين، بلا عقود رعاية، أشكو تجاهل أعضاء الشرف، وقلة الموارد المالية، ومن جور صندوق رياضي يقاسمني حتى الفتات.
أحب الرائد وأعشق مدرجه الأحمر، وأنتمي له لكن من الظلم أن أحول كل ممتلكاتي الخاصة له، وأصرف أكثر من 20 مليون سنوياً، ولو كنت في التعاون لكنت لا أرى إلا ألوانه الثلاثة المتناغمة، وسأردد بفخر «التعاون ما به مثله بالقصيم»، وأهيم بجماهيره الغفيرة لكن في الوقت ذاته غير قادر على أن أكون وحدي المتكفل باحتياجات ناد يحتاج ملايين.
أما لو كنت في الفتح فكيف لي أن أقود نادياً لديه أكثر من 10 ألعاب جميعها في الدرجة الممتازة، وأنافس على بطولاتها جميعاً ما عدا القدم، ومجبر أن أدفع باستمرار، وقدري الوحيد أنني أحد رجال «سفير الأحساء» المخلصين.
واقع أنديتنا الاستثماري يؤكد أن هناك «حاجة غلط»، يشير وبقوة إلى أن ثمة عمل غير محترف، يبرز لنا هذه النتائج المتواضعة، ويقدمنا للآخرين بلا منجزات.
فتشوا في الأندية جميعها بلا استثناء من هي الإدارة التي تجرأت أو زعمت أنها شفافة وقدمت تقارير مالية عن ميزانيتها بدقة، وكشفت إيراداتها، ومصروفاتها للجميع، وقدمت الحقيقة وليس نصفها.
واقعنا مرتبات متأخرة، عقود معلقة، شكاوى مالية، كل ذلك يحدث في وسط رياضي ننشد له التقدم والتطور.
أقدر كثيراً سعي هيئة دوري المحترفين (SPL) للبحث عن رعاة للدوري إذ نجحت في التوقيع مع (زين) راع رئيس، ومن ثم (ماستر كارد) راع مشارك، قبل أن تضيف عليها في حراك جميل (طيران الإمارات) وأخيراً (تويوتا)، بالتأكيد هي شركات عالمية، ومن الطبيعي جداً أن تكون هذه العقود مجزية لكافة الأطراف، لكن الغريب أن الأندية وهي من يقوم عليها الدوري لا تجد إلا الفتات من هذه العقود، وهو الفتات الذي لم يصل منذ الموسم الماضي وحتى الآن، للإحاطة فقط عقد (زين) 63 مليون ريال للموسم الواحد لعقد يمتد 5 أعوام بدأ منذ عامين.
بصراحة أشفق على الأندية التي لا تملك عقود رعاية، فيما التي لديها عقود بعضها يعاني هدراً مالياً من دون رقيب، وكأن هذه العقود ملك لإدارات الأندية يعبثون فيها كما يشاؤون وليس للجماهير.
الموسم الجاري أضرب اللاعبون في المسابقات المحلية في إيطاليا وأسبانيا بسبب إشكالات مالية معلنة، وتأخر الدوري جولتين، أتساءل ماذا لو حدث ذلك لدينا في ظل تأخر مرتبات لاعبين محترفين لأكثر من 4 أشهر كما هو حاصل لدينا الآن.
أخيراً نحن اخترنا أن نكون محترفين ويجب أن نكون كذلك حتى لا نردد كلاماً نحن لسنا بأهل له.