رئيس الاتحاد الآسيوي «سعودي»
أعشق دائماً ممارسة التروي في الكتابة عن الأحداث المعلقة، منطلقاً من القاعدة الفقهية الشهيرة: «الحكم على الشيء فرع من تصوره»، أو القاعدة القانونية الأشهر: «المتهم برئ حتى تثبت إدانته»، لذا سأتجنب الحديث عن «واقعة ابن همام» وما تلاها في ظل أن الرجل حتى الآن يسعى لإثبات براءته التي ربما تتحقق أو أنه على النقيض سيكون اسمه ملازماً لقائمة طويلة من الصفات السيئة التي لن يمحوها تقادم الأيام، ولكنني أفضل دائماً الحديث بإيجابية عن الأحداث كافة، إذ أرى أن الفرصة باتت مواتية جداً لكي يكون لنا نصيب وافر من القرار في أروقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلى الدرجة التي نرى فيها رئيس الاتحاد القاري «سعودي».
أتساءل عن الصمت الذي نمارسه فعلياً وتشكيل موقف واضح ومحدد تجاه التعامل مع الحدث، إما بدعم القطري محمد بن همام حتى تثبت براءته، أو أخذ منحى آخر بتجهيز اسم سعودي يخلفه في منصبه في منتصف 2012 حسب لوائح الاتحاد القاري، أو بعد نهاية فترته النظامية في حال ثبوت براءته.
أجزم أننا يجب أن نسعى من الآن لكي نمسك بزمام القرار في اتحاد أكبر قارات العالم، يسندنا في ذلك تاريخ كروي كبير متمثل في تحقيق كأس الأمم الآسيوية 3 مرات، والوصافة مثلها، إضافة إلى التواجد 4 مرات في كأس العالم، وكذلك جملة من الإسهامات التي قدمناها لكرة القدم العالمية، وعلى رأسها كأس القارات الفكرة السعودية الخالصة التي تحولت لثاني أهم الأحداث الكروية على مستوى العالم، وكذلك إلى قائمة طويلة من العلاقات المميزة مع كافة دول العالم التي تجد في السعودية بلداً له ثقله السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي والرياضي، وفي الأخيرة تحديداً بات الوقت مناسباً لنمارس إنصاف أنفسنا بدلاً من التوسل الذي كنا نمارسه من الاتحاد الآسيوي بتعاقب رؤسائه لمنحنا حقوقنا.
أعي جيداً أن حاضرنا الكروي لايشابه ماضينا، ولكن ربما أن هذه الخطوة ستسهم في تسريع عجلة العمل لاستعادة ريادتنا على مستوى القارة، كما أننا نستطيع إجراء غربلة شاملة في الاتحاد القاري، الذي يحابي الشرق على الغرب بشكل فاضح وواضح منذ أكثر من 3 عقود، دون أن تتوقف هذه المحاباة التي غيبت مبدأ المنافسة الشريفة، والمساواة بين الجميع، وعندما أقول توقف المحاباة فأنا لا أقصد استبدالها أو تغيير المواقع فيها بل بإيجاد مساحة واحدة بين جميع دول الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي طورها بلا شك القطري محمد بن همام لكنها تحتاج المزيد لأنها تستحق الأفضل.
إجمالاً.. من الجيد أن نبدأ الآن بالبحث عن أسماء لديها الفكر والتاريخ والكاريزما والشهرة لتحويلها أسلحة سعودية في أروقة الاتحاد القاري، يتم من الآن تهيئتها، لن أطرح أسماء.. لكنني أجزم أن لدنيا قائمة فاخرة تستحق.. لأننا بكل بساطة شعب يستحق.