اختطاف الرياضة السعودية
في السابق كنت أقول شكراً لأمانة مدينة الرياض برئاسة الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف على التفكير بنا، على الاهتمام بهواياتنا، على السعي لإيجاد مدينة نجد بها متنفساً طبيعياً أياً كان نوعه.
ما يعنيني هنا أن الأمين قام بدور ليس من أدوراه، حاول أن يعالج العيوب، يكمل النواقص، بادر في توفير بعض ما نحتاجه نحن الشباب، إذ أسهم في إنشاء حدائق عامة في أحياء الرياض تضم ملاعب كرة قدم على الرغم من أن هذا الدور هو دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي من مسئولياتها توفير الملاعب للشباب بمن فيهم الهواة في الأحياء وليس مرتادي الأندية فقط، ونجح الأمين في التفكير بشمولية ومسئولية تفتقدها الجهة المسئولة عن استثمار هوايات شبابنا وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي بدأت في التخلي عن بعض أدوراها.
في مدريد مثلاً تقام سنوياً بطولات بين الأحياء بإشراف من قبل بلدية مدريد بالتعاون مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وتحظى بتغطية إعلامية واسعة حتى إن بعض الإذاعات تقوم بنقلها على الهواء مباشرة، مع وجود تسويق يضمن الاهتمام الشعبي بها، وهي المنافسات التي أسهمت في إبراز قائمة طويلة من النجوم حتى الآن، منهم من حقق لإسبانيا كأس أوروبا وألحقها بكاس العالم الأخيرة، فيما نحن توقفنا منذ 2006 عن التأهل لكأس العالم، وقبلها بعشرة أعوام عن تحقيق كأس آسيا.
خلال الفترة الأخيرة دخلت بعض الجهات المختلفة مسار القيام ببعض أدوار الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. ومنها مثلاً الغرف التجارية، ففي الشرقية مثلاً أقامت لجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة محاضرة لكبير مديري التسويق السابق في نادي برشلونة الإسباني لاندرو انزويتا بعنوان «الاستثمار في منتجات الأندية الرياضية»، مستعرضاً نظريات التسويق، إضافة إلى الفنون الخاصة بتسويق منتجاتها والفئات المستهدفة، كما ناقش الآليات الخاصة بتنمية موارد الأندية من خلال إنتاج وتسويق منتجاتها، والأساليب العلمية والمنطقية التي تسهم في تعزيز دور نجوم الأندية ومكانتها، وعكس الصورة الإيجابية عنها لتحقيق المنافسة في مجالات مختلفة.
المؤسف حقاً أن هذه المحاضرة شهدت غياباً للتغطية الإعلامية التي تستحقها فضلاً عن نقلها على الهواء مباشرة أو مسجلة ليعم نفعها المستفيدين في كافة الأندية الرياضية، هذه التجربة دفعت نظيرتها في الغرفة التجارية في الرياض لإقامة محاضرة في الموضوع ذاته بخبراء محليين من دون أن تجد الصدى المأمول في مؤشر حقيقي لسعي بعض الجهات المختلفة لسد فراغ كبير لاتقوم به الجهة المعنية التي تفرغ بعض مسئوليها خصوصاً في لجانها الحيوية في اتحاد الكرة إلى اختيار دبي لإقامة منتدى الاحتراف والتمويل الرياضي، وتناسي أن الراغبين من الاستفادة والمستهدفين في الأصل يشق عليهم السفر لحضور مناسبة بتنظيم وإشراف ورعاية سعودية، أعتقد أن ما يحدث سيدفع جهات أخرى مستقبلاً للدخول في هذا المسار إلى الحد الذي ستشعر فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب أنها وحيدة ولم يعد هناك شباب ترعاه.