(نصر الإرادة) وإخفاق الإدارة
في أكثر من مناسبة يثبت فريق النصر الأول لكرة القدم أنه ضحية عمل إداري تراكمي فاقد للفكر المختلف الذي يحتاجه ناد كبير للعودة إلى المشهد البطولي بداية من رئيس ناد تمسك بقناعاته الفردية التي أوردت الفريق إلى المهالك قبل أن يتركه لمواجهة المجهول خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً في وقت الحصاد الذي لن يثمر أبداً لذلك فضّل أن يكون بعيداً عن تداعيات إضافة موسم جديد من الخيبة لأنصار النادي الذين يعانون مرارة الخذلان منه، فيما هو يعاني الآن صحياً ـ شفاه الله وكافة مرضى المسلمين.
فتشوا في إدارة النصر الحالية وتحديداً في أصحاب القرار لتجدوا أن النادي بسببهم يفتقد الرؤية، يغيب عنه التنظيم، يشهد هدرا ماليا كبيرا، إسهام في تباعد شرفي واضح، عدم قدرة على إيجاد شخصية مرجعية حقيقية تحظى بقبول كافة النصراويين، إبعاد قائمة طويلة من الكفاءات الفنية والإدارية في تاريخ النادي وتهميشهم، المكابرة التي تقف خلف أكثر من قرار، تعاطي إعلامي غير ناضج مع الأحداث، وجملة من السلبيات التي لم يمحها سوى الإرادة التي انتصرت أكثر من مرة سواء عن طريق «المدرج الخليجي الأكبر» أو عن طريق بعض اللاعبين الذين استشعروا مسؤوليتهم في أكثر من مناسبة وقادوا النصر لجزء يسير من اسمه فقط، وهو ما حقق بعض المكاسب الجيدة لكنها لم تصل حتى الآن لتحقيق البطولات الكبرى.
«روشتة العودة» بالنسبة للنصراويين تبدأ بنسيان ماضيهم التاريخي، وتحويله إلى متحف، وتناسي حاضرهم المتواضع جداً، والعمل على استبداله بمستقبل مشرق لناد يستحق أنصاره الكثير من العمل، والمزيد من التضحية، وربما عليهم الاستعانة بتجربة صغارهم في فريق الناشئين التي وفر أساسها الدكتور أيمن باحاذق مع شريكه العميد خالد الرشيدان وفريق عمل إداري وفني إضافة إلى قائمة لاعبين تفوقوا على أنفسهم، وسجلوا أسماءهم أبطالاً في حاضر ناد فقد لغته البطولية منذ أكثر من عقد.
أعتقد أن التغيير في النصر بات مطلباً ملحاً وتحديداً في الإدارة التي مُنحت الفرصة كاملة من دون أن تستطيع إقناع أنصار النادي بجدوى استمرارها، وهذا الأمر ينطبق على إدارة الكرة التي واصلت ارتكاب الكبائر الإدارية آخرها السماح بمشاركة عناصر أساسية في مواجهة دورية هامشية أمام الحزم أول من أمس وتسبب في خسارة النجم الكويتي بدر المطوع مستقبلاً وإجهاد آخرين مثلما حدث مع السداسي غالب والزيلعي والعنزي وبرناوي وهوساوي وعيد.
وعندما أتحدث عن التغيير فأنا أرى ضرورة منح الفرصة لأسماء جديدة كلياً تملك الفكر الرياضي، والقدرة على توفير المادة أو حسن إدارتها، وهذا ما لا يتوفر في الإدارة الحالية، وبات الوقت مناسباً أن يقود النصر أحد جماهيره في محاولة للقفز على الوصاية التي أبقت النادي مكانك قف، وأعتقد أنه توقف كثيراً وآن الأوان ليسابق الزمن.