(أمانة اتحاد الكرة)
أعي جيداً أن الأمانة العامة في اتحاد كرة القدم المحلي لديها من المهام ما تنوء بحمله، وأدرك أيضاً أنها مجبرة على متابعة كافة البطولات الكروية وعلى مستوى الدرجات وفي جميع المناطق، لكن الأمر الذي أعتقد أن من الصعب التجاوز عنه تحت أي ظرف كان ترك بعض الملفات العالقة لأكثر من 40 يوما، وعدم البت فيها، وهي التي لا تستدعي سوى اجتماع يتم فيه إصدار قرار مبني على لائحة معتمدة فقط لكن ذلك للأسف لم يحدث في جملة إشكالات بعضها لا يزال عالقا من دون أن يصل إلى وسائل الإعلام، فيما البعض الآخر أعلن عنه نظراً لوجود متضرر أو مستفيد مثلما حدث مع احتجاج فريق الأهلي لدرجة الناشئين على نظيره الوطني ضمن الدوري، وهو الاحتجاج الذي بقي حبيس الأدراج لأربعين يوما ، فيما أمانة الكرة رافضة أن تلد قرارات تحتاجها المسابقات المحلية بكافة فرقها التي واصلت تضررها من إهمال أو انشغال مسيري هذه الأمانة ومنسوبيها.
ليست القضية في وأد أحلام النصراويين الطامعين بتتويج فريقهم الخميس الماضي، وما تلاها من كمية استياء كبيرة لفريق تعب عليه مسيروه، ونجح فيه لاعبوه أن يكونوا الرقم الصعب في دوري قوي لكنهم حرموا من حقهم في التتويج بين أنصارهم لأن أمانة اتحاد الكرة لا تزال "نائمة في العسل" ونسيت ملف احتجاج مشروع للأهلي في الأدراج، وكأنه ملف طلب وظيفة لشاب عاطل عن العمل في شركة "تزعم السعودة".
بحت الأصوات وجفت الأقلام والكثير لا يزال يطالب بعمل محترف في أمانة ولجان اتحاد الكرة التي لا تزال ترتكب الأخطاء تلو الأخطاء، وكأن مستقبل الأندية وحتى حاضرها لا يعني هذه الجهات التي ينتظر منها أن تكون عاملا مساعدا لعمل الأندية لا معول هدم لطموحاتها وأحلامها، لماذا الاستمرار في إيصال رسائل للأندية أن هناك ما يدار بالخفاء ضدها، وأنه يوجد ممارسات سلبية تتضرر منها أندية من دون أخرى.
الوسط الرياضي سيكون بحال أفضل عندما يوجد عدل تام، ومساواة في التعامل، وحزم مع العابثين، وثناء على المنجزين، وتقدير لكل عمل إيجابي، وإيقاع عقوبة صارمة لكل ممارسة سلبية، يجب أن نشعر الجميع أن رياضتنا رياضة وطن، أن كرتنا كرة للجميع، نحن في حاجة إلى مشروع رياضي ضخم يتشارك فيه الجميع لصناعة رياضة محترفة تنسجم مع توجهات القيادة الشابة، نريد العودة إلى المكانة التي نستحقها، من حقنا أن نسترد ريادتنا التي سطرها الأمير فيصل بن فهد –رحمه الله- إدارياً، وماجد عبدالله كنموذج لجيل كروي ذهبي، ومن المفترض أن نعود أسيادا لهذه القارة حتى ولو انتظرنا أكثر من 40 يوما، إذ أن هنا فقط يحق لنا أن ننتظر، لأننا ننتظر ما نتباهى به وليس ما نخجل من إظهاره.