2011-04-26 | 18:00 مقالات

برامج رياضية +18

مشاركة الخبر      

كنت ولازلت أردد دائماً: “وسط لانحميه لانستحق العمل فيه”، وهو الشعار المولود من الشعار الأم “وطن لانحميه لانستحق العيش فيه”، ويبدو أن الكثير من الممارسات السلبية التي حذرنا منها طوال الفترة الماضية بدأت تتضاعف، وتظهر في شكل علني من دون أدنى مراعاة لطبيعة الجمهور المستهدف الذي أصبح يتغذى على برامج تلفزيونية متعصبة، وتناول صحفي ملئ بالتلون، ومتابعة مكثفة على الإنترنت لاتخلو من تناسي للقيم المهنية، وهو ما أفرز مجتمعاً رياضياً متعصباً وإقصائياً ولايقبل الآخر.
أول من أمس عرض برنامج “الجولة مع وليد الفراج” تقريراً يستعرض كيفية القبض على مشجع مخمور، ولم يكتف البرنامج بذلك بل عرض لقاءً معه لأكثر من 5 دقائق، في قفز على كل الأعراف الإعلامية التي ألفناها، وفي سباق محموم نحو الانتشار وتحقيق السبق ولوعلى حساب قيم مجتمع محافظ نريده أن يقترب أكثر من الرياضة لا أن ينفر منها.
أقول هذا الرأي وفق خبرة صحفية وتلفزيونية استمرت على مدى 10 سنوات مضت لم أر فيها موسماً رياضياً متخماً بالتجاوزات الإعلامية التي لم تتوقف عند حد مثل الموسم الجاري الذي يشهد حراكاً مستمراً خارج المستطيل الأخضر يفوق ما بداخله، وسط حسرة جماهيرية كانت تمني نفسها برؤية كرة قدم تمتع وتنتج ولكن كل ذلك لم يحدث.
برنامج “الجولة مع وليد الفراج” حقق نجاحات جيدة خصوصاً في جزئية معالجة بعض سلبيات الملاعب أو الحديث عن حقوق النقل التلفزيوني وغيرها من القضايا المهمة وهو ما يحسب له وللقائمين عليه، ومارس في ذلك دوراً رقابياً مميزاً، لكنه في الجانب الآخر ارتكب جملة من الكبائر في العرف الاجتماعي والإعلامي بداية من السماح بتمرير جملة من الإساءات لأطراف مختلفة ولشخصيات اعتبارية ولكيانات رياضية أو لطريقة حوار مبتذلة أحياناً بين مذيع يقول لضيفه: يا دجاجة، والآخر يرد عليه بقوله: يا حمامة.
أما أخطر هذه الكبائر برأيي هي الإسهام في تقديم صورة مغلوطة عن مجتمع قدره أن يقود العالم الإسلامي وليس من الجيد تصوير الجماهير التي تحضر المواجهات الكروية فيه بأنها من فئة هذا المخمور إلى الحد الذي يوحي بأن الجمهور في السعودية يمارس مثل هذه التجاوزات وبشكل واسع.
أعتقد أنه كان حرياً بمسئولي البرنامج استعراض خبر القبض على المشجع المخمور برفقه صور، بدلاً من تركه يهذي بما لايدري على مدى 5 دقائق بما حوت من عبارات سوقية منه ومن المراسل.
إجمالاً آمل أن يكف البرنامج عن استخدام العبارات المفخخة والعناوين التي لاتخلو من تضخيم وتهويل، وهو ما أوصلته شخصياً للزميل وليد الفراج الذي عليه إن أراد أن يسهم في تشكيل الرأي العام الرياضي كما يردد دائماً فعليه أن لاينسى أن الإعلام مسئولية، ولا أرى في عرض تقرير مع مشجع مخمور أدنى ذرة من المسئولية.