الراقي .. يرتقي بالموسم
لماذا فاز الأهلي ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال؟
ليس هذا السؤال.
وإن كان سؤالا جديرا بالطرح و التحليل .. وقد أشبعه المحللون ذلك .
وأذكر أنني كنت في حوار مع الصديق عمرو فقيه عبر الفيس بوك قبل أن يلعب الأهلي مباراتيه أمام الوحدة وقبل إياب الاتحاد مع الهلال فكان يرشح الأهلي بالفوز بالكأس وقلت له ..
أتفق معك ..
إذا لعب الأهلي مع الاتحاد في النهائي فسيكسب الأهلي ...
وأترك مبررات ذلك وتحليله للمدركين كنه اللعبة والمحيطين بأسرارها..والمتابعين للحدث ..
أقول ..
إن هذا ليس هو السؤال ..
السؤال ..
لماذا لا يفوز الأهلي .؟ ولا أقول (لم). وأترك السؤال مفتوحا .. بل إنني أفتح السؤال ليأخذ صفة الشمولية والعموم زمنا وحدثا ...
نعم ..
لماذا لا يفوز الأهلي ببطولة ؟.
ولماذا يستكثرها البعض عليه ؟.
ليس غريبا أن يفوز الأهلي .
بل الغريب أن لا يفوز .
والأكثر غرابة ..
أن تتردد البطولة في اتخاذ القرار .. وألا تفكر في عريس يملك وسامة الأهلي
ورقي الأهلي
والحضور الاجتماعي للأهلي
فالأهلي ..
خلية هامة متدخل في تركيبة الكرة السعودية ..
والأهلي ..
جزء هام من منظومتها ..
إن مرض تأثرت به ..
وإن تعافى اشتد عودها به ..
ولذلك ..
فإن من مصلحتها .. أن يظل الأهلي قويا .. وأن يستمر منافسا على البطولات ... وهذه حقيقة يدركها الكثير .. وأولهم القائمون على الأهلي والقريبون من الأهلي ...
وحتى البعيدين ..
الذين لا يريدون ذلك ..
وبعض المقربين الذين يغفلون عن ذلك ..
أولئك .. الذين (دقوإسفين اليأس) في العلاقة بين الأهلي والبطولة ..
من خلال تعميق البعد الزمني بينهما ..
و إطالة أمد المسافة ..
وهم أكثر من يدرك قدرة الأهلي على ذلك .. وأحقيته بذلك .... وأنه يمتلك كل الإمكانات لتحقيق ذلك ....
فهو ..
معقل البطولات ..
وقلعة الكؤوس ..
في العقد الأخير فقط .. حقق الأهلي خمس بطولات إحداها عربية .. وثنتان (ولي العهد) وهذه الأخيرة كبرى البطولات .. وبينها كأس الأمير فيصل .. وكلها من أمام شقيقه وغريمه التقليدي الاتحاد ...
خمس بطولات ..
كافية أن تجعله في دائرة الضوء .
و أن تقدمه للإعلام .. أو تقدم الإعلام إليه .. وأن تتحدث به الركبان .. وتتحدث عنه ...
لكن كثيرين لايدركون ذلك .. أوبالأحرى لا يحفظون تاريخ الأهلي ...
لأنه ــ أي الأهلي ــ يتعامل مع هذا كله بصمت وهدوء ...
ينتصر بصمت .
ويتفوق بصمت .
و يحقق البطولات بصمت .
و الصمت هنا ..(صمت القول) .. لكنه (قوة الفعل) .
لا تسبق بطولاته الأبواق ..
ولا تزفها الدفوف ..
ولا تتبعها الأغاني و الأهازيج .
ربما لأنه لا يملك هذه الأدوات .
ولا يجيد التعامل معها ..
أو أنه أراد أن يكون له في ذلك عادته المميزة .
و طريقته الخاصة .
فـ (للفرح) عنده ثقافة .
ولـ (التعبير) عنه لغة .
لا يجيدها إلا الأهلي .. ولا يتحدث بها إلا الأهلي .
فهولا يخلق من اللابطولة .. بطولة .
ولا يصنع من اللاشيء .. شيئا .
الأهلي .. سادتي الكرام
لا يشغل نفسه بما يفعل الآخرون ليبقى في دائرة الضوء .
ولا يقلل من بطولاتهم .. ليعيش أجواء البطولة .
ولا يتتبع أخطاءهم .. لتغطية عثراته .. بحثا عن رضى جماهيره .
يخشع صوته في الإعلام .. فلا تسمع له إلا همسا .
و يخفت صوته في الملعب فلا تسمع له قولا
لكنه عندما يتحدث ..
يصبح قوله .. فعلا ..
و عندما يحضر ..
لا ترى في حضوره عوجا ولا أمتا
فهو لا يتكلم بصوت عال .
لأن هذا فن لا يجيده .
فهو لا يجيد إلا (الفن الراقي) وعندما ينطق يكون صوته الأقوى.
أذكر قبل أكثر من عشر سنوات .. وعندما تلبدت سماء الأهلي بالغيوم .. وكانت سحبا تحجب الشمس لكنها لا تحمل المطر .. لأنها كانت سحبا صناعية .. وعندما استطاع الأهلاويون استمطار إحداها .. قلت آنذاك .. إن الأهلي يملك كافة المقومات ليكون بطلا .
كان بحاجة إلى طي المسافات أو اختصارها .. وتخطي الحواجز أوكسرها وإزالتها .
أن لا يستمع إلى الموسيقى الصاخبة .... واللحن النشاز الذي كان يتردد آنذاك .
أن يصنع لنفسه موسيقاه الخاصة به .. أويعيد ألحانه السابقة بأنغام جديدة تتوافق
وروح العصر .
فكان له ذلك .
لكنه يظل في حاجة ماسة أن يدرك أن جعبته لا زالت تختزن الكثير من الألحان .
وأن نغمات السلم الموسيقي السبع التي استوعبت غيره .. تستوعب ذلك أو أكثر ...
وأنه يملك عازفين مهرة .
ومعهدا متخصصا في الموسيقى الأهلاوية قادرون على (تنقية النوتة) من بعض (الشوائب) لتقديم لحن أهلاوي شجي .. راق كما عهدناه..
يتمتع به العازف ويطرب له السامع..
ويستمتع به الجميع..
مأساة التسويق
أم مأساة التفكير .؟
ما حدث قبل مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين من تدافع جماهيري للحصول على التذاكر أدى إلى إصابات وإغماءات بين الجماهير لأول مرة في الملاعب السعودية .. مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...
المأساة ..
ليست فيما حدث لهذه الجماهير .. و إن كان ما حدث يعتبر كذلك ..
لكن المأساة الحقيقية..
أننا في هذا العصر .. لا يوجد (رجل رشيد) يقوده تفكيره السليم إلى أن الطريقة التي تم من خلالها توزيع التذاكر ستقود لهذه المأساة.
إذا أدركنا أن ما لا يقل عن 60 ألف متفرج على الأقل سيحضرون لقاء كهذا .. وربما أكثر إذا أتيحت له الفرصة .. وأن الملعب لا يستوعب أكثر من ربع هذا العدد .. فإن أكثر من 30 ألفا سيتدافعون في يوم واحد على مكان واحد ليتدافع كل أربعة منهم أو أكثر على تذكرة واحدة..
هذا التفكير ..
وهذه الحسبة .. لا تحتاج إلى ذكاء أو فطنة .. لنستنتج ماذا يحدث جراء ذلك .. وهو ما حدث بالفعل ...
ناهيك من أن كلا من الفريقين يستعد لمباراة هامة و يحتاج إلى الهدوء و التركيز ..
وهذه مأساة أخرى في كيفية التفكير .. في مدى تأثير ذلك على الناديين .أبسط الأمور ..
وبعد أن تم شراء التذاكر من قبل كل من الناديين عن طريق عضو شرف .. أن يتم تخصيص ملعب الأمير عبدالله الفيصل بحيث يتم تقسيم البوابات بين الناديين .. لتوزيع التذاكر الخاصة بكل ناد .. أو يتم تخصيص عدد من المنافذ لتسويقها بحيث يشرف كل ناد على عدد معين من هذه المنافذ ويكون مسؤولا عن التذاكر الخاصة به...
هذه الحادثة..
تستدعي استعجالنا بإحداث آليات جديدة وحديثة لتسويق التذاكر عبر الانترنت و غيره من الوسائل سواء تذاكر مباراة معينة أو التذاكر الموسمية .. إلى جانب الطرح المبكر لها في المناسبات الخاصة أوالبحث عن آليات أخرى مصاحبة عند الشراء الكامل لتذاكر مباراة معينة .. كما يحدث في المباريات الهامة .
منصور البلوي ..
لا يختلف اثنان على أن منصور البلوي كان حاضرا ومؤثرا على الوسط الرياضي بمختلف أطيافه منذ دخوله لهذا الوسط .
وأنه قدم الكثير من ماله وجهده وخدم نادي الاتحاد وكرة القدم السعودية من خلاله..
وسواء اتفقنا مع منهجية أبو ثامر أواختلفنا حولها يظل واحدا من الذين أجروا الكثير من الحراك في الكرة السعودية .. وألقى أكثر من حجر في بركة المياه الراكدة
هذه حقيقة..
لكن الحقيقة الأخرى والمرة أيضا .. والتي لا يرضى بها منصور قبل غيره هو هذا التعامل معه بعد مغادرته للوسط الرياضي..
منصور قدم نعم..
وبذل .. وصرف نعم ..
لكنه لم يكن الوحيد الذي فعل ذلك .. أو الذي يجب أن تنظر عليه على أنه الظاهرة التي لا تتكرر والتي يجب أن تظل إلى الأبد..
هذه البرامج الخاصة التي عمت كثيرا من الإذاعات والفضائيات والأحاديث حوله .. لدرجة أن إحدى إذاعات الإف إم وقد خصصت مساحة كبيرة للحديث عنه قال في معرض تعليق لأحد مراسليها..
(إن الاتحاد يعيش مأتما .. أو أشبه بمأتم بعد مغادرته) .. ولم يجد هذا تحفظا أو اعتراضا من المذيعين داخل الاستوديو.
وسواء كان منصور البلوي أوغيره .. فإن الأندية لا تقوم على شخص واحد .. ولا حتى الرياضة عموما ..
لقد دخل الوسط الرياضي والأندية رجال أكثر قدرة ومكانة اجتماعية من منصور البلوي وغادروها بعد أن صرفوا مالهم وجهدهم وربما حياتهم دون تباك عليهم أو شعور بما يشبه اليتم.
وفي نادي الاتحاد نفسه هناك من قدم الكثير .. والذين عاصروا نادي الاتحاد وتاريخه يذكرون ذلك جيدا ويذكرون عهد يوسف الطويل رحمه الله .. و يذكرون طلال بن منصور شفاه الله وعافاه .. الذي قدم في بداية الدوري الممتاز للاتحاد .. أكثر مما قدم غيره كعملية نسبية .. ثم غادر بصمت دون ضجيج أو إعلام . ويذكرون آخرين في عصره الحديث وقبل ذلك في عهد التأسيس..
نادي الاتحاد عمره الآن ضعف عمر البلوي..
والاتحاد مر عليه الكثير من القيادات..
وهو باق .. لأن الكيانات تبقى والأشخاص يتغيرون..
والحديث هنا .. ليس عن منصور البلوي فقط ولكن أيضا عن كل الذين يمرون على الأندية رؤساء أو أعضاء داعمين .. أو عاملين و غيرهم ..
مرة أخرى..
أحترم منصور البلوي..
وأحترم ما قدمه...
وأعيدكم إلى ما قلته في البداية عنه .. لكن أؤكد أن ما يحدث..
ليس من مصلحة منصور البلوي وهو خير من يدرك..
ولا من مصلحة نادي الاتحاد وهو الأهم من الجميع..
ومن لا يقتنع بهذا الرأي الآن .. فالأيام كفيلة بذلك .
خالد دراج
والشمس المشرقة
تعرفت على الزميل خالد دراج قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما .. عبر جريدة عكاظ .. وصحف أخرى كبيرة وهامة كالرياض .. وفي مراكز مختلفة قيادية آخرها جريدة شمس التي ودعته أمس .. أوودعها هو .. بعد انتهاء مدة إعارته كرئيس تحرير لها..
كان “خالد” طوال تلك الفترة صحفيا ملتزما بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. وقادرا على حفظ التوازنات في فترات مختلفة كان الوسط الرياضي يحتاج لمثل هذا النوع من القيادات.
وأثناء قيادته لشمس ..أحدث نقلة كبرى نوعية وفنية في الجريدة ستظل شاهد عصر على واحدة من أهم مراحلها.
وسواء ودعته شمس أو ودعها .. فإننا والوسط الإعلامي عموما .. والرياضي على وجه الخصوص بحاجة إلى أن تظل (شمس) كجريدة مشرقة دائما وأن تظل شمس خالد دراج مشرقة أيضا أينما حل .. وحيثما ارتحل..
والله من وراء القصد