2012-09-10 | 07:16 مقالات

النادي أهم من المنتخب

مشاركة الخبر      

الحديث عن النادي والإسهاب كثيراً في شؤونه لايزال هو الطاغي على كل صعيد. ـ هذا الحديث وهذا الإسهاب وهذا التركيز الذي وصل حد المبالغة يتفوق بكل أشكاله وصوره على أي حديث يختص بالمنتخب ذلك أن ثقافة الانتماء للأندية بات هو المحرك والمحدد لرياضة كرة القدم السعودية وهنا تكمن الماسأة. ـ سنوات ونحن نعاني من هكذا طرح، أقول نعاني بعدما انعكست تلك الثقافة التعصبية على واقع الرياضة فأنتجت النتائج المحبطة بعد أن أصبح اللاعب الذي يتم اختياره لقائمة المنتخبات ضحية لما يسمعه في المدرجات أو لما يشاهده عبر كل وسيلة إعلام. ـ حقيقة تحتفظ بها ذاكرة كل من يحب كرة القدم وينتمي لها ولو قررت على سبيل المثال العودة للماضي القريب فمن المؤكد أنني سأخرج بما يكفي من الأدلة والشواهد التي تقودني إلى حيث هذا الواقع المؤلم الذي بات البعض فيه يتعامل مع النادي أولاً والمنتخب ثانياً وكل ذلك لمجرد أنه فقط يبحث لما يشبع انتماءه العاطفي الضيق. ـ الكل أمام هذا الجانب يجب أن يضطلع بدوره حتى نستطيع غربلة المفاهيم الخاطئة ومن ثم نعمل جاهدين على تأسيس ثقافة رياضية يكون العنوان الثابت فيها المنتخب هو الأهم والمهم وأساس أي انتماء حتى تصبح سبباً في تعميق الروح لدى اللاعب لكي يعطي الكثير إذا ما كان من ضمن قائمته. ـ البعض يسأل لماذا لا يظهر اللاعب السعودي في المنتخب بنفس الروح والحماس الذي يكون عليه في النادي والإجابة الأكثر صدقا هي أن الكل وليس البعض يركز على فريقه المفضل وبالتالي ها هي النتيجة تأتي مؤلمة فنحن من بوابة قناعاتنا وعواطفتنا وانتماءاتنا للأندية أصبحنا رقماً بارزا وسببا واضحا في كل هذا الوهن الذي أصاب الكرة السعودية في مقتل. ـ اليوم نحن ببساطة مطالبين بضرورة الوقوف على مثل هذه الجوانب الخاطئة التي تعمدنا عليها في السابق فخسرنا لعل وعسى أن ننجح في صياغة مختلفة لواقعنا الرياضي في الغد وبثقافة تعاط صحيحة وسليمة تشجع اللاعب السعودي وتحفزه حتى يضطلع بدوره الحيوي في الدفاع عن شعار المنتخب أولا وأخيرا. ـ البحث عن النتيجة في أي تجربة ليس هو المهم، ففي أي تجربة فنية يبقى المهم في كيف يستوعب اللاعب السعودي ثقافته الاحترافية الصحيحة ولياقته البدنية المثالية مع الروح والثقة. ـ اللاعب السعودي موهوب لكنه لم يجد بعض من يصقل أو يفعل هذه الموهبة لسبب أن النادي قبل المنتخب لايزال يفتقد لأبسط مقومات الاحترافية أعني تلك المقومات التي تؤسس في ذهنية اللاعب الثقافة الصحيحة والسليمة مالياً وفنياً. ـ هل هؤلاء الذين تم اختيارهم من قبل ريكارد لتشكيل قائمته الفنية هم الأفضل؟ ـ أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يطرح لقناعتي بأن الإجابة الصحيحة بعد علامة استفهامه الأخيرة كفيلة بأن تعلن لنا عن أكثر من لاعب مؤهل للمنتخب لكنه لم يصل إليه بفضل الفلسفة والطريقة الخاطئة تلك التي تعتمد كلياً على الأندية الجماهيرية فقط.. وسلامتكم.