2012-09-07 | 07:09 مقالات

درس الإسبان ونفوذ الهلال

مشاركة الخبر      

على امتداد تاريخ كرة القدم الطويل كان الإسبان بالنسبة لأغلبية المنتخبات الأوروبية مجرد خصم متواضع الإمكانات يسهل تجاوزه، أما اليوم فهؤلاء مع أنيستا واكسافي وكاسياس وديفيد فيا أضحوا بمثابة الرقم الصعب الذي أحدث لهم التغيير فوصلوا من دائرة الفكر والعمل والتخطيط والاحترافية إلى حيث الفوز بكأس العالم وإعلان الريادة الأوروبية. ـ هذا التحول للكرة الإسبانية لابد وأن نستوعبه كدرس أو نجعل منه روشتة الطبيب التي تعالج حالنا الرياضي هذا الحال الذي لم يتبدل ولم يتغير بقدرما سار على طريقة (لعبة الشطرنج) مسؤول يغادر وآخر يصل فيما النتائج بين المغادرة والوصول لاتزال على ذاتها مدونة ومكتوبة ولكن بأرقام سوداء. ـ أقول لابد وأن نستوعب من واقع الإسبان حتى نختصر كل المسافات وننجح في بناء كرة قدم سعودية متطورة ومنتجة أما التركيز فقط على تغيير شخوص العمل والحرص على سد فراغ المكاتب دون أي محاولة تستهدف تغيير الأفكار فهذه مع تلك ستبقى مجرد هوامش والهوامش دائما لا يمكن لها أن تصنع النتاج المطلوب. ـ أعود للإسبان وبراعة أفكارهم وأضيف في سياق الحديث عنهم تلك الميادين التي باتت في هذه المرحلة تحتضن أفضل المدربين وأمهر اللاعبين وأقوى المباريات وبالتالي ومن أمام كل هذه المتغيرات من يطمح في أن يبني كرة قدم حقيقية ومنتخبات قوية فما عليه إلا أن يؤسس لدوري قوي ولمسابقات محلية قوية ولأجندة أنظمة احترافية تتنافى مع الاجتهاد والعشوائية كون هذه الوصفة ومتى ما توقفنا على حدود سطورها المكتوبة فإننا بذلك سنحقق كل الغايات والأهداف وسنعود سريعاً لمقارعة اليابان وكوريا لا مقارعة البرازيل وإسبانيا والأرجنتين. ـ الليلة يخوض منتخبنا الوطني التجربة أمام بطل العالم، والكل في خضم التجربة يتأمل ليس في تحقيق نتيجة فوز هي المستحيل بأم عينه بل يتأمل في أن يكتسب اللاعب السعودي ما يكفيه لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي لاتزال هي السائد المألوف في تفكيره. ـ نعم مثل هذه التجارب القوية مهمة بل مهمة جدا لكن السؤال هل اللاعب السعودي سيستفيد منها في هذه المرحلة؟ ـ هذا هو السؤال الذي لا يملك كسر علامة الاستفهام التي تذيله إلا هؤلاء الذين نحلم ونتمنى ونطمح في أن يكونوا بالفعل هم نواة المستقبل الزاهر للكرة السعودية. ـ تجاهل لجنة المسابقات لمطالب الأهلاويين بتأجيل مباراتهم مع الاتحاد فيه من فداحة الخطأ ما يجعلني في دائرة كل من لايزال ينادي بضرورة تقديم المصلحة العامة للكرة السعودية على حساب أي مصلحة أخرى. ـ فالأهلي الذي دعم قائمة ريكارد بأكثر من سبعة لاعبين سيعود لينازل الاتحاد في غضون ساعات من عودة لاعبيه الذين تنتظرهم مهمة قارية هنالك في إيران وبالتالي أجد أن لجنة المسابقات انحرفت عن جادة الصواب في هذا الأمر تحديدا. ـ ختاماً أين تلك الأصوات التي اتهمت الهلال بأنه المتسبب الرئيسي فيما يختص بمشكلة ياسر الشهراني؟ ـ قلتها سابقاً وسأكررها لاحقاً، بيننا من لايزال يؤمن بلعبة التخوين وإذا ما تعامل تعامل بسوء النية لا بحسنها وسلامتكم. ـ عقود من عمر الزمن الفائت كشفت لنا حقيقة هذا التشويه الذي يستهدف كيان الهلال وأهله ففي ثنايا كل حدث أو مناسبة أو قضية شائكة لا يكاد الوسط الرياضي أن يطوي ملفها دونما يستحضر الهلال، إما تحت مفردة النفوذ وإما تحت بند الدلال. ـ مسكين هذا الهلال.. حتى لو حدث ثقب في طبقة الأوزون لقالوا هو المتسبب... وسلامتكم.