كفاية ثرثرة
ـ الكلام عن الرياضة لن يصبح فاعلا ولا مؤثرا إلا عندما يقدم لنا المفيد من النقد أما أن يستمر على وتيرة ما يحدث اليوم فالكلام هنا يصبح مجرد (هذر) وأي كلام يسير في إطار الثرثرة والهذر لا يمكن له أن يجلب الحلول بقدر ما يجلب المزيد المزيد من الإخفاق. ـ نتحدث.. نحلل.. ننتقد.. بل إن البرامج الرياضية عبر القنوات الفضائية باتت في هذه المرحلة خير شاهد على أن البقاء لمن يتحدث أكثر لا لمن يملك أو يمتلك القدرة على تشخيص الخلل ووضع المناسب له من بنود التصحيح ففي معظم البرامج أقول معظمها ولم أعمم أضحى القرار قرارا معدا يمارس مهمته ليس من أجل الحصول على رأي يستهدف النجاح للرياضة أو ضيفا يحمل مواصفات المتخصص الذي يثري ذائقة المشاهد بل من أجل الحصول على البارعين في ملء الفراغ حتى وإن كان ذلك من بوابة كلمات متقاطعة لا تتجاوز الانشاء. ـ الإعلام الرياضي بكافة وسائله مسؤولية لا تقتصر على من ينتمي لها بالكتابة أو بالتحليل وإنما هي مسؤولية تحولت من إطارها الضيق لتشمل إطار هؤلاء الذين وجدوا لهم موقعا من الإعراب في ميادينها كمعدين يتنافسون فيما بينهم لتكرار ذات الأسماء التي لم يعد بمقدورها تقديم الفكر المتجدد الذي يتلاءم مع كل هذه المتغيرات التي تشهدها الساحة الرياضية. ـ من المؤكد أن إعلامنا الرياضي قوي.. قوي بكل أدواته لكن المشكلة باتت في أن البعض امتهن التسويق للكلام الفاضي أكثر من أي محاولة تختص بتسويق الفكر الجيد والمقترح المفيد والرأي الصائب. ـ انظروا في كثرة برامجنا الرياضية وقارنوا بين اللب المستخلص منها لتجدوا أن الأزمة الحقيقية التي تعيشها الرياضة تحولت من أزمة نتائج إلى أزمة إعلام فضائي يصدر الفوضى والعشوائية أكثر من تصديره لرؤية مقنعة تفيد المشاهد وترتقي بالرياضة. ـ دائما ما يطالب الجمهور الرياضي بضرورة التحرك من أجل تصيحيح المسار الخاطئ للأندية.. للمنتخبات.. للجان العاملة في اتحاد الكرة لأنه يدرك أن في هذا الجانب ضرورة من شأنها أن تسهم بتحقيق نتائج إيجابية وبما أن الكل يؤمن بأهمية التصحيح في أي مجال فمن الطبيعي أن يشمل ذلك بعض البرامج الرياضية وبعض القنوات التي كلما استبشرنا بدورها الحيوي الذي يدعم المسيرة الرياضية نجدها في مقابل ذلك تكرر الخطأ بأخطاء أكثر فداحة ولعل ما يحدث اليوم من احتقان في المدرجات ليس إلا نتيجة لما يفرزه هؤلاء من صخب وهذر وثرثرة.. وسلامتكم.