2012-07-20 | 06:35 مقالات

حتى لا نخسر أكثر

مشاركة الخبر      

ـ حلم التأهل لنهائيات كأس العالم الأخيرة خسرناه مثلما خسرنا الآسيوية وكأس الخليج وأخيراً كأس العرب وربما قد نخسر الكثير إذا لم نلتفت قليلاً لمثل تلك السلبيات التي واكبت مسيرة المنتخب سواء في عملية اختيار المدربين أم في طريقة الإعداد. ـ فالمنتخب ولكي يعود إلى سابق عهده يجب أن يأخذ المعنيون بشؤونه أهمية الاستفادة من ترسبات الماضي والإسراع في توفير العلاج لها وإلا فالقضية أعني قضية الغياب سوف تتواصل ولن تنتهي إلا من خلال دراسة مستفيضة يسودها منطق الرؤية للمستقبل وموضوعية التعاطي مع وسائله الصحيحة. ـ المنتخب السعودي لو وضع في موضع المقارنة مع أي منتخب قاري سينال من هذه المقارنة شهادة تنصفه من حيث التاريخ الذي يحمله ومن حيث المواهب التي يمتلكها في صفوفه فالمنتخب السعودي يحمل التاريخ ويمتلك المواهب لكنه برغم هذه السمات لا يزال في أمسّ الحاجة إلى برنامج متكامل يأخذ بعين الاعتبار أهمية التهيئة الفنية واللياقية والنفسية للاعبين كون هذه العوامل الثلاثة تعد السبب المباشر الذي ساهم في إقصاء الأخضر عن تحقيق أحلامه لا سيما خلال العقد الأخير من الزمن. ـ فعلى صعيد اللاعب السعودي نجده موهوباً بالفطرة بل إن الإمكانات التي تحملها أقدامه قد لا تختلف عن إمكانات اللاعب البرازيلي ولن أقول الأوروبي لكي لا يأخذ الطرح صيغة المبالغة لكن المشكلة الأزلية تكمن دوما في تعدد المدربين وتعدد المدارس وكثرة المعسكرات وهذه الأمور في مجملها أضحت العائق الأكبر في مسيرة ومستقبل المنتخبات السعودية وبالتالي حان الوقت لإذابتها في قالب مرحلة تصحيحية تقوم على العمل لا أن تستمر على هوامش العشوائية. ـ هذا هو المطلب الذي تحتاجه منتخباتنا، وتلك هي الضرورة التي ننشدها لبناء المستقبل لرياضتنا أما عكس المطلب والضرورة فالحال الذي أوجد أحزان الأمس ربما يتكرر وعندها سنبقى متمسكين بسرد التفاصيل التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ـ في مراحل زمنية كانت اليابان وكوريا ومنتخبات أخرى لها سطوتها الفنية على مستوى القارة الآسيوية تجد كل الصعوبة في تجاوز منتخبنا.. أما في واقع اليوم فالعكس، فأي مهمة لهؤلاء أمامنا لا تعدو كونها تمريناً، وكل ذلك ناتج على التحول الخطير لوضعية الكرة السعودية التي اختلفت كماً وكيفاً عما كانت عليه في الماضي. ـ علينا قبل أن نمارس إيجاد المبررات من أجل امتصاص غضب الجمهور الرياضي أن نعترف بأن الأخطاء تفاقمت وبالتالي نسارع في وضع حدٍّ لها لعل وعسى أن نستطيع في نهاية المطاف تحقيق الوسائل السليمة التي تعيد الروح لكرتنا ومنتخباتنا، فهل نبادر في القيام بمثل هذه الخطوة أم أننا سنكرر سيناريو المراحل السابقة ونكابر..؟. ـ بالطبع لا أملك الإجابة على السؤال المطروح لكنني أتمنى أن يتغير الحال ويتبدل ونجد كرتنا تسير نحو الانتصارات لا إلى ناصية الانكسارات.. وسلامتكم.