الجانب بين النجاح والإخفاق
من عام إلى عام تتكرر أمامنا المشاهد، مدرب يصل وآخر يغادر، لاعب يبدع ونقيضه يخفق، والمؤسف أن بين الحالتين هناك ملايين ما زالت تذهب من الأندية وتصل لأرصدة السماسرة والمدربين واللاعبين الأجانب والفائدة المرجوة منها معدومة. ـ هذه القضية التي تعنى بعملية إبرام الصفقات الاحترافية يجب أن نهتم بها ونحرص على معرفة ما لها وما عليها حتى تستفيد الأندية وحتى لا نخسر، ولكي لا يستمر نزيف المال في زمن الكل فيه يدرك أن الأمور المتعلقة بجلب المدربين واضحة حتى لمن ليس له علاقة بكرة القدم. ـ مراحل سابقة كانت كفيلة بأن تكشف لنا أن اللعبة هي لعبة سمسار يمارس التضليل ويكذب ويقدم أوراقاً مزيفة ويصنع من المتواضع مدرباً وأستاذاً وخبيراً قد ينافس على السطور المكتوبة فيرجسون، وبرغم هذا الدور المزيف وتلك اللعبة المكشوفة إلا أن الأندية لا تزال تكرر الخطأ ولم تعدله، والدليل ماثل في سلسلة هؤلاء المدربين الذين قدموا إلينا وأخفقوا منذ أول وهلة لتنفيذ مهامهم الرسمية على أرض الواقع. ـ على الأندية أن تحفظ أموالها كما عليها أن تصقل من أبنائها أسماء تحترف العمل والتخصص وإذا ما نجحت الأندية في تحقيق هذه البادرة فإن الفائدة ستعم والأموال التي يضرب أرقامها السماسرة أضعافاً مضاعفة ستصبح رقماً بسيطاً على الخزينة وكبيرا من حيث نتائجه. ـ فهل نجد في الأندية فريق عمل محترفاً ومتخصصاً في اختيار المدربين وفي اختيار اللاعبين الأجانب وفي طريقة ترشيد المال والحفاظ عليه.. أسأل عن ذلك والأمل أن تصل إلينا إجابة السؤال بما يثلج الصدر ويسعد الخاطر وينهي سلسلة الخسائر التي حان القضاء عليها. ـ ها هو الموسم الرياضي يؤول إلى خط نهايته وما بين البداية والنهاية التي آل إليها لم أجد في قائمة المدربين البارعين إلا أسماء تعد على أصابع، فلو استثنيت جاروليم وبرودوم وفتحي الجبال وزلاتكو وبرانكو، فالبقية مجرد عبء على تلك الأندية التي خسرت الحالتين معاً خسرت الملايين وخسرت النتائج. ـ عملية اختيار المدرب.. اللاعب عملية ليست بالمعقدة لكنها تحتاج إلى أهل الخبرة والدارية ولهذا أجد الوقت قد حان لكي تستوعب أنديتنا من دروس الماضي وتسارع في منح فرصة الاختيار للأكفاء من أبنائها، أما ترك العنان للسماسرة فهذه الخطوة ربّما ساهمت في تعميق فجوة الإخفاق. ـ بعض الذين يحملون عضوية الشرف في الأندية مجرد هامش. ـ هذا البعض لا يدعم ولا يساند بالقدر الذي يبحث فيه عن بريق الأضواء وفلاشات الإعلام وإذا ما اعترت مسيرة النادي الذي ينتمون إليه إلى بعض الإخفاق وليس كله سرعان ما يتحولون إلى دائرة (الثرثرة). ـ هؤلاء عليهم أن يتعلموا من مدرسة خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز تلك المدرسة التي صنعت للأهلي الكثير منذ أكثر من أربعين عاماً وبصمت وبعيداً عن الفلاشات. ـ اللاعب الأجنبي هو من يصنع كل الفوارق في هذه المرحلة ومن يرغب في أن يحقق البطولات فما عليه إلا البحث عن هذا الأجنبي لأنه العلامة الفارقة التي تحسم المنجز وتحدد هويته. وسلامتكم،،،