زعيم يرأسه زعيم
فاز الهلال ببطولة كأس ولي العهد واستمر قبل ذلك منافسا على الدوري، وتفاوتت وجهات النظر بين البينين.. بعضها يستند على منطق وبعضها يأتي على طريقة العاطفة لينسف كل عمل جميل داخل أركانه.. هكذا لمجرد أن الفريق خسر مباراة أو أخفق في أخرى حتى ولو بالتعادل. - فمنذ أن تولى الأمير المثالي عبدالرحمن بن مساعد مهامه كرئيس والهلال معه يسير في ذات الاتجاه الصحيح.. يقارع هنا وينافس هناك، بل إنه في كل موسم يرفض أن يغادر الزمان والمكان دونما بصمة بطولية يقدمها لأنصاره ومحبيه والمعجبين بروعة احترافيته فكرا ونهجا وتاريخا وجماهيرية. - على واقع الأحداث التي طوينا صفحاتها قد نتفق وقد نختلف حول الهلال، قد نتفق على أنه لم يكن فنيا بذاك الذي عرفناه مع جيريتس، وقد نختلف أكثر من هذا الاتفاق حول بعض الانتقادات التي استغلت تواضع الأزرق في مرحلة عابرة من عمره من أجل أن تمارس من النقد المبطن ما كان كافيا لتعريتها أمام الجميع. - الهلال مع شبيه الريح وإدارته ثابت.. أقول ذلك على سطور الورق، أما على واقع الميدان والمنصة فالميدان والمنصة أبلغ من أي وصف وأبلغ أيضا من أي حديث. - بالأمس الأول فاز الزعيم بسباعية هز بها شباك بني ياس الإماراتي.. ليؤكد أن (الرقم سبعة) يعني له الكثير، يعني له القمة .. الريادة .. الزعامة، كما يعني له فرض سيادته القارية على اعتبار أن الهلال حاز على ستة ألقاب آسيوية، ويطمح في أن يكملها بالسابع.. لهذا جاءت سباعية بني ياس كمقدمة في رحلة العشق والغرام لتلك البطولة التي كما يبدو أنها اشتاقت كثيرا لنجومه وجمهوره وتاريخه. - جميل أن يطوي الزعيم موسمه الرياضي ويدخل مرحلة الصيف بمثل تلك النتيجة، أما الأجمل ففي تصور أي منصف عاقل متزن هو في استمرارية الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيسا للهلال وتجديد فترته لأربع سنوات مقبلة، لأن في هذا الأمر تحديدا ما قد يصنع لعشاق هذا الكيان العملاق المزيد المزيد من البطولات لزعيم يرأسه زعيم وعي وفكر ومثالية وعمل واحترافية. - الفريدي .. سالم الدوسري .. البيشي .. الفرج .. هؤلاء هم الصف الأول في مسيرة بناء المستقبل الهلالي. - فالهلال مدرسة شمولية لاتعتمد في فصولها على نجم بلحمه وشحمه بقدرما تهتم وتعتمد على صناعة المواهب وصقلها والاستفادة منها بشكلها الجماعي لا بشكلها الفردي. - غاب سامي والثنيان والتمياط والدعيع، فيما الهلال الكبير لايزال صامدا وثابتا وصاحب ريادة .. ريادة في المنجز وريادة في الموهبة.. وهذه مع تلك من سمات الكبار والكبار فقط. - النصر برغم أنه لم يكسب بطولة إلا أنه نجح في تجاوز الكثير من السلبيات لاسيما تلك المتعلقة بالثقة ومعنويات اللاعبين. - النصر حتى وإن خسر البطولات إلا أن مسألة أن يكسب بطل الدوري (رايح جاي) فهذا دليل على أن لديه الكثير وربما سيكون له في الموسم المقبل كلمة مغايرة عن سابقاتها.. وسلامتكم.