2012-05-24 | 08:00 مقالات

التعصب كالسرطان يجب ان يبتر

مشاركة الخبر      

أتألم وأتعب وتصيبني الصدمة كثيرا من واقع مشاهدتي لكل المتناقضات التي تحدثها الرياضة وأتعجب أكثر بعد هذه المتناقضات من هؤلاء الذين لا يخجلون من أنفسهم عندما يزيفون الوقائع ويرمون بالكذبة ويصادقون على صحتها في وضح نهار لم تغرب فيه شمسه الساطعة بعد هكذا لمجرد أنهم يبحثون عن بطولة الذات لا عن تقديم ما يبحث عنه القارئ والمشاهد وتلك المهنة الإعلامية التي اختلطت مفاهيمها وتشوهت بأقلام هي رأس كل التعصب. ـ هؤلاء وبعيدا عن التذكير بأسمائهم بطولتهم في كيف يلاحقون المنافسين لأنديتهم وملاحقة كل نجاح يتحقق لهم والذي سرعان ما يجعلون منه سوادا لا بياضا في مفهوم الحقيقة. ـ الجميل في خضم هكذا حقيقة أنه وبرغم القسوة التي يتعاطى معها هؤلاء الأحبة تجاه من يرون فيه الخصم والغريم والمنافس إلا أن المدرجات ومن يقطنها باتت اليوم ملمة بتفاصيل التفاصيل كأنها في المقابل باتت أكثر قدرة على التفريق بين فئتين، فئة تؤمن برسالة الإعلام وأخرى لاتزال تحمل من هذه المهنة أكثر من مفردات وعبارات وكلمات قاسية تستخدم ولكن على طريقة (خالف تعرف). ـ أنهكتنا مفردات التعصب وأتعبت الرياضة وتحول المشهد الرياضي برمته إلى ما يشبه العدائية وكل هذا من أجل غاية قلم أو مذيع أو معد أو مسؤول برامج يحاول من خلالها أن يقول (أنا هنا). ـ الرياضة يا سادة مناخ جميل إذا ما سادت فيه الروح الرياضية أما إن تحول هذا المناخ إلى فوضى فالوجه الجميل فيها سيبقى أكثر سوادا وأكثر قبحا، فهل بعد اليوم نرى إعلاما رياضيا يؤسس للعقلانية في التعاطي ويسهم بالدور الداعم والمؤثر في صناعة الوعي المطلوب في ميادين كرة القدم ومدرجاتها؟ ـ لا شك أنني من ضمن من يتمنى أن يكون واقعنا الإعلامي في قادم الأيام مختلفا ومغايرا عن هذا الذي يتعب العين ويغثها أقول لا شك في أننا جميعا نتمنى ذلك ولعل ما حدث لـ(خط الستة) بعد أربعة مواسم ليس إلا الدليل الأبرز على أن أي إثارة مبتذلة ومتعصبة وغير منصفة مصيرها الموت وليس الحياة. ـ سنوات لم نجد في بعض الزوايا والبرامج والحوارات المباشرة أكثر من الاتهامات والتشكيك في الذمم والسب والشتم فماذا جنيناه من كل هذه المفاهيم الخاطئة سوى السقوط أمام وعي المدرجات؟ ـ آن الأوان لتنقية الإعلام من ترسبات المتعصبين الذين يؤججون التعصب ويفرخوه وإذا ما تحقق هذا الأوان ففي تصوري أن المثالية ستطغى على التعصب والوعي سينتصر على الجهل والرقي سيكسب الفوضى. ـ أما عن النصر بعد رباعية النهائي فهو اليوم ليس في حاجة لمن يعلن بطولته من خلال صب الزيت على النار، فالنصر اليوم تحديدا يحتاج إلى رؤية هادئة ومنطقية عمل واتزان قرار والتفاتة عامة تشمل كبار النصراويين وتجمعهم على طاولة المصارحة قبل المصالحة كون هذه الأمور هي التي يترقبها جمهور الشمس ما عدا ذلك فالوضع سيبقى كما هو عليه ولن يتغير حتى وإن تغيرت عشرات الإدارات.. وسلامتكم.