الأهلي كبير بخالد
من خلال الأهلي عرفت كرة القدم، ومن خلاله أحببتها ومن عمق تاريخه.. مثاليته.. رقيه.. مدرجاته تعلمت ماذا يعني هذا الكيان العملاق في منظومة الرياضة وماذا يعني لكل من ينتمي إليه. ـ فالأهلي بمثابة الجغرافيا التي يستوطنها النجاح.. النجاح في العمل والنجاح في المنجز والنجاح في جمهور علاقته علاقة عشق ولد بالفطرة ولا يمكن له أن يرتبط لا بفوز هنا أو بخسارة هناك. ـ بالأمس فاز هذا الملكي وحاز على اللقب وأكد أن كرة القدم لا تنحاز إلا للأقوياء أقوياء الإرادة والطموح والتحدي والإبداع.. فاز هذا الراقي ليمنح بعد الفوز مدينته الحالمة جدة فرصة العزف على إيقاعات الأفراح، أما كبير الأهلاويين وخبير الرياضة ورقي الأخلاق رمزه خالد بن عبدالله فهو بين كل هذه المشاهد الفرائحية أتى إلينا ليعلمنا الدرس البليغ في كيف تكون لغة الكبار وفي كيف يكون تعاملهم. ـ فعندما سئل عن اللقب وأسرار الفوز وطريقته ووسائل تحقيقه لم يتفرد ولم يختال بكبرياء الذات والتعالي والفوقية بل على النقيض استمع لكل سؤال وما بعد السؤال والسؤال جاء إلينا بجواب فيه من التواضع وسمو الأخلاق ما منح جميع العاملين في تركيبة الأهلي كامل حقوقهم الأدبية والمعنوية حتى حامل (الكور) ومسؤول الملابس كان لهم النصيب الأوفر من كعكة الإنجاز. ـ هذه مع تلك ليست حالة من حالات الاستثناء أقول ليس كذلك لقناعتي بأن خالد بن عبدالله هو كل الاستثناء إن عمل عمل بصمت، وإن تحدث تحدث برقي، وإن صاغ الجواب على السؤال فالجواب على لسان هذا المثالي لا يقبل التصنع والزيف فخالد كبير في اسمه وكبير في تاريخه وكبير في طريقة تعامله. ـ أكثر من أربعين عاماً وربما تزيد والكل يختلف.. يجنح يتعصب يتجاوز أما كبير الأهلاويين ورمزهم فلايزال هو الثابت الذي لا تهزه رياح المتغيرات بقدر ما تزيده ثباتاً على ثبات. ـ الأهلي ببساطة بدأ كبيراً بخالد، واستمر كبيراً بخالد، وسيبقى كذلك طالما أن هذا الواعي لايزال يقدم الصغير المحب للكيان حتى على نفسه، فهنيئا للملكي بمثل هؤلاء العظماء الذين دعموا وساندوا إلى أن وصل معهم إلى منصات التتويج حائزا على المجد ومحتكرا الإعجاب. ـ الليلة مهمة الأهلي أمام الجزيرة الإماراتي صعبة، بل صعبة جدا، لهذا من المهم أولاً أن يتعامل نجوم الملكي بنوع من الهدوء على اعتبار أن اللقاء لقاء خروج مغلوب، ومتى ما تعاملوا وفق ذلك هم لا أدنى شك قادرون بإذن الله على الفوز والعودة من أراضي الإماراتيين بفوز يقودهم إلى دور الثمانية ومن ثم إلى النهائي، وعندما أركز على النهائي ففي اعتقادي الكامل أن سفير الوطن يملك من الأدوات الفنية ما يؤهله لبلوغ هذا المراد. ـ ختاماً على إدارة الأمير فهد بن خالد أن تحافظ على استقرار الفريق الحالي ومن أولويات هذا الاستقرار التجديد لكماتشو والحوسني لأنهما وأقولها بكل صراحة هما من أوجد الفارق المؤثر في تركيبة جاروليم... وسلامتكم.