2012-05-21 | 07:40 مقالات

رباعية للتاريخ

مشاركة الخبر      

فاز الأهلي وحافظ على لقبه فتنفست مدينته الحالمة جدة الفرح الذي طغى على كل شبر في تقاسيم ملامحها الجميلة. ـ ففي ليلة التتويج ها هو الملكي وسفير الوطن والراقي وقلعة الكوؤس والإمبراطور وصاحب التاريخ المرصع بالأمجاد يرفض أن يكون مجرد حالة عابرة يحضر فيها ليخسر وينازل فيها روح الانهزامية بل على النقيض فالأهلي الملكي وصل إلى حيث المكان فقط ليقدم لذائقة الناس كرة قدم راقية أنيقة جميلة زاهية المظهر بديعة الشكل خرافية الأبعاد. ـ رباعية هز بها الشباك النصراوية وما بعد الرقم الذي بات محفوظا في عمق التاريخ تفرغ لممارسة هذه المجنونة التي آسرت العالم عشقا وهياما لتقديم الدرس الأكثر بلاغة في علومها وفنونها ومهارات نجومها. ـ رأيت العروس ليلة البارحة تختال فرحا بحبيبها وكبيرها وسر روعتها.. رأيتها تفخر وتفاخر بمن أسس لكرة القدم السعودية فريقا اسمه الأهلي.. رأيت أهلها الطيبين يعندلون بأعذب الألحان في الرمز.. في العمدة.. في تيسير.. في الجيزاوي.. في فيكتور.. في كماتشو مثلما رأيت معكم تلك المدرجات وهي تهتف بحنجرة المحب (أهلاوي والكأس أهلاوي). ـ لقد كان الأهلي قاسيا وهو يهز شباك العالمي بالأربعة أقول الأربعة ولم أقل شيئا عن تلك الفرصة المهدرة التي كاد بها الملكي أن يصل إلى حيث رقم قد يسجل في كتاب جينس. ـ كم هو رائع هذا الأهلي عندما يبدع داخل الميدان، وكم هو مبهر كذلك حينما يمنح الفرصة لكل متيم بكرة القدم لكي يتذوق نكهتها وفنونها وجمالية نجومها فالأهلي هو الاستثناء الأروع فاز لأنه الأفضل وكسب رهان اللقب لأنه الأجدر وإذا ما هتفت تلك المدرجات بلغته فلغة هذا العملاق راقية كرقي من صاغوه اليوم لحناً عذبا تتجاذبه كل الحناجر. ـ أربعة هي صمة التفوق كما هي تأكيد للتاريخ بأن أبو الكؤوس كبير عاد إلى مكانه يقارع ليكسب وينافس ليظفر بما يتوازى مع اسمه ومع كل من ينتمي إليه في تلك المدرجات التي باتت اليوم حديثا سائدا على كل المجالس. ـ جدة عاشت ليلة فرح مع الأهلي وحرها الجميل هو الآخر تمرد على من يسكن في أعماقه وقرر على أن يتراقص بأمواجه ويسامر القمر وينشد ود هذا الراقي الأصيل المبهر الذي أعاد لكرة القدم هيبتها. ـ مبروك أزفها بقلب المحب لمن دعم بصمت، أزفها للأمير خالد بن عبدالله ولكل من وقف بجواره.. أزفها للرئيس الرائع الخلوق الأمير فهد بن خالد هذا الشاب الواعي الذي راهن بأن الإدارة فن.. أزفها لكل نجم في توليفة جاروليم.. أزفها لتلك الجماهير الوفية التي وقفت وساندت ودعمت إلى أن وصل مركب القلعة إلى بر الأمان حاملا البطولة وحاملا وسام التفوق. ـ كبير يا أهلي كبير.. أما النصر فالخسارة التي خرج بها حتى وإن كان رقمها قاسيا إلا أنها لا تقلل من مثالية الحضور الجيد.. فالنصر حاول لكنه لم يوفق لسبب أن الأهلي هو الأفضل والأبرز والأميز والأكثر تكاملا.. وسلامتكم.