2012-05-13 | 07:45 مقالات

أنصفوهم

مشاركة الخبر      

على أوراق ما نكتب، أضحى الخطأ بحق المهنة حالة مألوفة تعودنا عليه وتعمدناه ليكون السبب المباشر الذي يقود أقلامنا إلى حيث دائرة الانحياز الفاضح الذي تمليه علينا نظرة العاطفة وليس المنطق. ـ نهتم بالهلال ونحرص على الأهلي والاتحاد والنصر فيما الباقون هم على الهامش. ـ خبر في الهلال ومعلومة في الاتحاد وتمرين عابر في الأهلي والنصر نجعل منه قضية نكتب ونحلل ونفرد المساحات ولكن بعيون هؤلاء الكبار الذين على اعتبارهم يقف الحياد وتهزم الموضوعية بل وتصادر حقوق من الأولى أن تصان وتحفظ ونحيطها بالإنصاف. ـ لماذا نجافي على سبيل المثال الوحدة والشعلة ومن يسيرون في ذات الاتجاه المعني بالتميز؟ ما هي المبررات التي قد تشفع لنا أمام المتلقي البسيط عندما يسأل عن القادسية ونجران والرائد وعن تلك الفرق التي فرقنا حضورها الجميل بين الكبار بسبب التجاهل والمكابرة والانتماء؟ ـ نعرف مكانة الكبار ودورهم بالتاريخ والأرقام وبالجمهور، لكن هذه المعرفة لا تجيز لنا الحق في القفز عن البقية التي تستحق الاهتمام، أقول هذا هو الضرورة التي يجب على أقلامنا التعامل بها، أما كون الكبار بياعين للصحف أكثر من غيرهم ففي هذا الفهم جناية قد لايغفرها المتلقي الذي دائما ما يبحث عن شمولية في النقد وشمولية في نقل الخبر والمعلومة. ـ الصحافة مرآة الرياضيين، وطالما هي كذلك لابد لنا عبر ما هو متاح لنا في أوراقها أن نكتب من أجل الجميع لا أن نبقى محصورين في دائرة لا تتسع إلا للأربعة الكبار والكبار فقط. ـ بما أنني أتحدث هنا عن فرق استمرت على هوامش كتاباتنا منذ عقود، فلابأس أن أبدأ بنفسي لأتحدث اليوم عن تأهل الوحدة والشعلة، هذا الثنائي الذي حط رحاله في دوري زين وأعلن قدومه لينافس ويكتسب ما يمكن اكتسابه من هذه العودة الجميلة التي ربما ساهمت في الارتقاء بمستويات هذين الفريقين مجددا. ـ رائع أن يعود الفريق الوحداوي إلى موقعه الطبيعي، وجميل أن يتحدى أبناء الخرج محدودية ظروفهم ويعانقوا سحابة النجاح. ـ هذه العودة وتلك الصورة الجميلة التي برزت ملامحها في طموحات الشعلاويين هي حدث مهم، ومن عمق الأهمية يجب أن نمنح مثل هؤلاء كامل الحق ومن منطلق الإنصاف أولا والتشجيع والمؤازرة ثانيا، لأن أي فريق أو أي إدارة تستطيع أن تصل قمة النجاح، فالنجاح هنا هو في اعتقادي مقدمة إيجابية في طريق التطوير الذي لا نزال ننشده للكرة السعودية وأنديتها ونجومها. - ليس من المنطق ولا من الموضوعية ولا حتى من العدل في رسالة الإعلام أن تصبح رؤية الأحداث وتدوينها والتركيز عليها مرتبطة ارتباطا كليا بناد على حساب ناد، كون هذا الأسلوب يخالف المهنية ويأخذ المضاد لها، وبالتالي فالأمل في أن نجد مرحلة اليوم والغد مغايرة تماما عن ما سبق بحيث يصبح إعلامنا إعلاماً شاملاً يهتم بالجميع ولا يقبل الاستثناء.. وسلامتكم.