2012-02-12 | 18:00 مقالات

بين ريكارد ونجوم الأخضر

مشاركة الخبر      

في كرة القدم دور المدرب هو دور نظري لا يتجاوز سطور الأوراق التي يحملها، أما على الميدان فالدور الأهم هو دور لاعب متى ما قدم ما لديه من حماس وإصرار وتنفيذ محكم للخطة المرسومة فالهدف سيتحقق وغاية الانتصار والمكسب مهما أضحت صعبة أو معقدة إلا أنها ستصبح في نهاية المطاف بمثابة الرقم الصحيح الذي يجعلنا نفرح ونسر بالنتائج.
ـ دائماً وهنا مكمن الخلل نرمي باللائمة على المدربين، ففي الخسارة التي تحدث في مناسبة ما نحاول إيجاد الحلول لكن هذه الحلول سرعان ما تصبح من المعجزات والسبب كل السبب أننا نقدم رؤية العاطفة على حساب المنطق فنضيف لقناعاتنا وآرائنا المزيد من السقوط.
ـ قائمة من المدربين جلبناهم بملايين الدولارات دونما نحقق من وراء هذا النتاج المطلوب.
ـ نتسرع مرة في الحكم ومرات نتحول إلى (منظرين) فنحيد اللاعب من سلبيات تهاونه ولا نجد أكثر من مدرب نضربه بسياط نقد قاس ليس له مبرر.
ـ لكي نبني الثقة في نفس لاعب المنتخب قبل لاعب النادي علينا البدء في دراسة تجاربنا السابقة، تلك التجارب التي لعبت فيها (الخسارة) لعبتها فغابت أنظارنا عن ملامسة التصحيح وأصبحنا فقط نردد أقصوا المدرب واجلبوا لنا آخر حتى ولو كان هذا المدرب من المريخ.
ـ على اللاعب أي لاعب مسؤولية تفوق مسؤوليات المدربين وإذا ما استوعب هذا اللاعب الدور المناط به داخل الميدان فهو بمثل هذا الأسلوب سيساهم في تحقيق هدفين، الأول نجومية تسجل لذاته، وثانياً إثبات قدرته على إنجاح أي مدرب حتى لو كان هذا المدرب لا يزال في بداية عمره مع مهمة ومهنة التدريب.
ـ في ملاعبنا اللاعب السعودي موهوب، بل إن موهبته تفوق أحياناً أسماء نالت من الصيت الشيء الكثير هذا من حيث الموهبة أما من حيث ثقافة التعامل مع المباريات وتنفيذ الأدوار داخل الميدان فالأمر برمته يحتاج إلى (تعليم) و(تثقيف) وتوعية تكون بدايتها من داخل أسوار الأندية لا أن تبقى هذه المهمة مسؤولية تقع على كاهل المعنيين بإدارة شؤون المنتخب.
ـ فهل نستوعب نحن (المنظرين) هذه الحقيقة بل هل تستوعب الأندية كامل مسؤولياتها فتصنع لنا لاعباً يحمل الثقة والوعي والثقافة؟
ـ أتمنى ومع هذه الأمنية يجب أن يتم تغذية عقول الأسماء التي اختارها الهولندي ريكارد لمواجهة اللقاء الحاسم والمصيري الذي سيخوضه الأخضر أمام الكنغارو الأسترالي كون هذه الخطوة إن تحققت فمن الممكن لها أن تصبح الجرعة المعنوية الأهم التي تجعل نجومنا يبدعون بمهاراتهم ويتألقون بمعنوياتهم ويعودون إلينا وبين أيديهم بطاقة التأهل إلى الدور الثالث والتأكيد على أن كرة القدم السعودية لاتزال بألف خير.
ـ مسألة الفوز على أستراليا صعبة لكن ومهما كان الاتفاق على صعوبتها إلا أن في قائمة ريكارد ما يمكن له أن يلغي هذه الصعوبة وبفوز يعيد البهجة والسرور لنفوسنا ذلك أن اللاعبين السعوديين المختارين لهذه المهمة يمثلون الصفوة وبالتالي إذا ما خاضوا المواجهة التي اقترب موعدها بقلب رجل واحد مليء بالروح والحماس والرغبة في التعويض ففي هذه الأمور ما قد يكفي لنيل المراد وغاية الهدف المنشود... وسلامتكم.