الشاتمون نجوم الفضائيات
الإعلام الرياضي نتعاطاه كهواية سب وشتم ولم نصل بعد إلى تلك الدرجة التي يمكن لها أن تمنحنا القدرة على تنقية هذا الخلل المزمن والوصول به إلى حيث الاحتراف.
ـ فالذي نملكه اليوم إعلامياً لا يختلف عما يمتلكه كاتب مبتدئ في المنتديات يشتم ويفتعل شرارة التعصب وكل ذلك من أجل صورة على الهواء وبطولة مزيفة نتاجها لا يتجاوز حفظ القدر الكافي من مفردات سوداء أضحت داء خبيثاً في جسم هذا الإعلام الكبير.
ـ في إعلامنا الرياضي المكتوب تحديداً هناك المفيد وهناك الجيد وإن قلت هنالك ممتاز يستحق المتابعة، فهذا القول لا يلغي نقيضه والنقيض الذي بات صوتاً مسموعاً ومؤثراً ماثلاً في قلة قليلة غالبية ما تكتبه للناس عبارة عن شرارة ترمي بها على أوراق شجر يابس فتحرق حتى تراب الأرض.
ـ هذه حقيقة الواقع، واقع إعلام رياضي طغت عليه العاطفة وسار برغبة التعصب والمؤسف أن عمر هذه الفئة مع القلم ومهنة النقد الرياضي تجاوز عدد أسنان تمساح جائع وبرغم هذا العمر الطويل لا زال الحال كما هو عليه لم يتبدل وإن تبدل فالتبديل في فكر هؤلاء يأتي من القاع إلى القاع.
ـ كاتب يدين لمجرد الإدانة ومحلل يتحدث وكأنه على طاولة الاتجاه المعاكس وكل ذلك وما أعقبه أفدح وأشد خطورة ليس على الورق والبرامج وإنما على ذائقة هذا الجيل الشاب الذي بات يستخسر وقته الممنوح لمثل هذه الأفكار البالية التي لا تليق بمنطق الرياضة ولا حتى بروحها.
ـ مشكلتنا في الإعلام الرياضي تكمن في أن الواحد يريد أن يصبح (بطلاً) ولا يمنع مانع إن هو خرج عن المألوف وهاجم بأبشع العبارات تحت ذريعة الهزيمة في مباراة كرة قدم أو تحت ذريعة سجال مع زميل آخر لا يروق له هذا لا يهم وذاك قد لا يشكل خطاً أحمر طالما أن هذا (الناقد) و(المستنقد) و(المحلل) و(المتحلحل) يطمحون في أن يكونوا أسماء رنانة حتى ولو تحدث عنها الناس بأبشع صور الحديث، فهذا لا يمنع المهم والأهم أن تبقى على حال مكانتها تبتز وتستفز وتحول جمال الجيد من الفعل والعمل إلى قبح وسواد.
ـ حتى حرية الكلمة على وسائل الإعلام باتت في نهج تلك القلة كلمة مطاطة تستخدم ولكن كيفما اتفق وإن سألت ماذا تعني الحرية في الإعلام أو عن كيف تصبح حراً تقول ما تريد وتتحدث بما تريد دونما إسفاف أو تجاوز لن تجد لمثل هذا السؤال وأخيه جواباً كون أي جواب صائب بات في نهج هؤلاء الذين شوهوا إعلامنا الرياضي من المعجزات.
ـ في الزوايا ما كان مرفوضاً بالأمس ها هو اليوم بات مقبولاً في البرامج الحوارية كون هذا المرفوض المقبول هو البضاعة التسويقية لهذا المعد ولذاك الآخر وبالتالي وطالما أن الحال الإعلامي انحدر إلى الدرك الأسفل من هذه الممارسات فليس بالغريب أن تتفاقم الأزمة في المدرجات وفي الملاعب وحتى في مجالس الرياضيين بكافة مشاربهم.
ـ إلى متى يصبح مثيرو الشغب الإعلامي نجوماً في البرامج؟
ـ أكتفي بطرح السؤال لمن يهمه السؤال، أما الإجابة فهي صورة مع التحية لهؤلاء الذين يمثلون صناعة القرار في قنواتنا...
وسلامتكم.