دوري بنكهة الكبار
طريق البحث عن لقب الدوري السعودي طريق شاق، البعض ينهكه التعب مع أول خطوة، والبعض الآخر يموت حلمه مبكراً، أما البعض الثالث فالطريق الشاق هو بالنسبة له طريق ميسر صعوبته تزول بحصيلة عمل هي من يكسب أخيراً.
ـ مرات نراهن على الهلال فيكسب الاتحاد ومرات نتوقع الاتحاد فينتصر الهلال وفي أحايين أخرى نرمي الشباب من قائمة المرشحين وما أن نغلق الأوراق حتى نجد هذا الليث حاملاً اللقب ومتسيداً هرم الترتيب وقاطعاً شك الكتابة بيقين البطولة.
ـ إنها سمة من سمات الدوري السعودي منذ أن ولد وحتى هذه اللحظة ولو لم تكن هذه السمة معقدة ومثيرة وحاملة لكل معاني التشويق لما أصبح هذا الدوري في تلك المكانة المرموقة التي شرفت الوطن وشرفت العرب وأثبتت بالدليل القاطع وفي مراحل سابقة أين تقع الكرة السعودية في خارطة عالمها المحترف من أقصى حدود البرازيل إلى أعلى نقطة في أوروبا.
ـ الهلال.. الشباب.. الأهلي.. الاتفاق.. أسماء هي في قائمة المرشحين لحمل اللقب لكن هذه القائمة ومهما ساد الإجماع على أضلاعها الأربعة اليوم إلا أن هناك أضلاعاً قد لا تملك وقوداً للوصول إلى القمة لكنها في معادلة الفوز والخسارة قادرة على أن تلعب دورها في تحديد هوية البطولة وهوية عريسها.
ـ فرق في قمة الترتيب وفرق في المراكز الدافئة وفرق تتذيل القائمة وما بين هذا التفاوت في المستويات والنتائج والطموحات لايزال دورينا يحتفظ بشيء من قوته وإثارته حتى وإن اقتصرت هذه القوة على الميدان لا على المدرجات إلا أن ذلك لا يلغي أحقيته بأنه الأفضل قاريا وإقليميا.
ـ من سيكسب من؟ هل سيكسب الشباب أم أن فاتورة الدور الأول سيعيدها الهلال بنتيجة تفرزها أقدام نجومه وتحفظ له البقاء في الصدارة.
ـ سؤال يفترش مساحة الحديث في مجالس الرياضيين نظرا لما تمثله هذه المواجهة المرتقبة بين المتصدر والوصيف من أبعاد فنية وجماهيرية وإعلامية وأشياء أخرى هي مرهونة باللقب والفوز ببريقه.
ـ شخصياً لن أتكهن بالرقم الذي من الممكن أن تؤول إليه النتيجة لكنني أتوقع نزالاً إثارته لا تقتصر على الميدان بقدر ما تشمل تلك المدرجات الزرقاء التي اعتادت أن تلعب الدور الفاعل في تحديد هوية فريقها في مثل هذه المواجهات الصعبة.
ـ ثقافة الهلال ثقافة ليست معقدة بل إنها ثقافة ترفض نهج الأحادية.
ـ هذه الثقافة مع أن تاريخها طويل إلا أنها لا تزال اليوم تتجلى في حضرة حسن الناقور الذي قدم القليل مقارنة بدعم كبار الهلال فيما أخذ الأكثر من الإعلام.
ـ ثقافة الهلال تحتوي الجميع ولا تستثني لهذا استمر الأزرق في وهج البطولات.
ـ علاقة الأسطورة محمد الدعيع بملاعب كرة القدم علاقة تأسست على الإبداع وانتهت وتوقفت على الإبداع.
ـ الدعيع يكاد يكون النجم الاستثنائي الذي يصعب تعويضه كون موهبته نادرة والنادر صعب يصنع.
ـ وداعاً محمد الدعيع، وبالتوفيق في مشوارك القادم مع الحياة، أما الشكر بعد الله فلا بد وأن يصل ثنائي الهلال الكبير الأميرين عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد.
ـ هذا الثنائي لمن لا يعرف التاريخ جيداً هو من ثوابت كل نجاحات الهلال محلياً وقارياً... وسلامتكم.