2013-02-17 | 07:12 مقالات

أبونورة وأبونوران ‎

مشاركة الخبر      

اطلعت بالأمس على خبرين، الأول يخص أسطورة الغناء في العالم العربي الفنان القدير محمد عبده نشر في جريدة المدينة، يفيد أن (أبونورة) يرفض نصيحة طبيبه الخاص بعدم المشاركة في احتفالات (هلا فبراير) لظروفه الصحية، وسيتم الاستعانة بأفضل (صديق) له لإقناعه بنصيحة الطبيب، أما الخبر الثاني يتعلق بأسطورة الكرة السعودية والآسيوية اللاعب (العالمي) محمد نور وحملة دعم من محبيه تعبيرا عن عدم رضاهم لموقف مدرب الفريق كانيدا منه في أسلوب لايليق بحجم لاعب كبير له تاريخه المجيد مع ناديه، دون الإشارة إن كان سيتم الاستعانة بـ(صديق) لإذابة الجليد بين (أبونوران) ومدربه للوصول إلى حل وسط يكون مقبولا لختام مسيرة لاعب كبير. ـ لمست من خلال هذين الخبرين أن هناك تشابهاً كبيراً بينهما، فالأول فنان معروف بذكائه الشديد، وأكثر ما كان يميزه عن بقية زملائه الفنانين من جيله هو حرصه الظهور أمام جمهوره بأحسن صورة (مبدعا) في وقوفه على خشبة المسرح يشدو بصوته العذب بأجمل الكلمات انتقاء أو أحلى الألحان طربا لايمل من الاستماع إليه لو ظل طول الليل، يغني أصبح اليوم متجاهلاً لحالته الصحية التي قد تزداد سوءاً لاقدر الله، وكلنا نتذكر ما حدث للفنان الراحل طلال مداح الذي هو الآخر(رحمه الله) لم يستجب لنصائح الأطباء، وهو ما لانتمناه أن يحدث لفنان العرب بينما هو(راكب دماغه) ومصمم على الغناء. ـ أما الثاني فهو نجم كروي بدأ من الصفر كان في وضع مادي يرثى لحاله، كافح في سبيل أن يصبح اسما لامعا بين أساطير الكرة، لم يكن المال يشغل باله بقدرما سعى مجتهدا بأن يحصل على مركز في فريق كان (يحلم) بارتداء قميصه، ثم تكون له (بصمة) في ناديه من خلال إبداع يسطره على المستطيل الأخضر لإرضاء جماهير يعلم تماماً حجم شعبيتها ليكسب محبتها، وبالفعل تحقق حلمه وأكثر من ذلك عبر نجومية كشفت ما يتمتع به من فكر كروي عال جداً رفعت أسهمه محليا وخارجيا، ولكن (الشهرة) والثراء الذي وصل إليه مع تقدم العمر، وشعور تزامن مع مرحلة تحول عميد الأندية السعودية لـ(مطمع)لإدارات أصبح كل همها بريق الأضواء وكنز تنهب مدخراته، لم يستطع اللاعب العبقري مقاومة (إغراءات) هذه المرحلة متجاوبا مع أسماء لم تهتم بالكيان إنما تبحث عن مصالحها الشخصية، ليتغربل مفهوم الانتماء عنده إلى مفهوم عنوانه الرئيسي (ألحق نفسك)، ليدخل في مساومات مع ناديه فرش أرضيتها حالات أجبرته بأن لايكون خارج (اللعبة)حتى لو كان على حساب نجومية لاعب تقهقر مستواه وأقحم نفسه في صراعات مع مدربين أفقدته قدرة التركيز وشتت طموحه، في وقت الكل يتمنى له نهاية سعيدة، وأن لايتسبب الغرور والطمع في خاتمة تمسح اسما كان (نورا) في الملاعب. ـ محمد نور هو الوحيد الذي بمقدوره تحديد نهاية مفرحة له ولمحبيه أوحزينة وليس كانيدا، ولو كنت مكان (حامد البلوي) لجلست مع الأسطورة وأقنعته بالامتثال إلى حقيقة هي في مصلحته، أن جلوسه في دكة الاحتياط ومشاركته في نصف الساعة الأخير سوف يسمح له بقراءة الفريق الخصم واستغلالها ليبرز في هذه الدقائق المعدودة من مشاركته، وبالتالي لابد أن يدرك المدرب(من هو) محمد نور ويساهم في تهيئة نفسية له تجعله يودع الملاعب (شامخا) متى ما وجد من يقدر مكانته ومخلصا في نصيحة صادقة تخشى عليه أن يكون مصيره(الموت) البطئ، مثل نجوم استسلموا لهوى نفس أمارة بالسوء فكانت نهايتهم سيئة جداً. ـ محبتي للفنان العملاق محمد عبده تدعوني لمطالبة الزميل الصديق(عابد هاشم) أن يكون له موقف مع صديق عمره بمنعه من المشاركة في حفل فبراير والغناء إلى أن يمن الله عليه بالشفاء حفاظا عليه، وبنفس المشاعر المحبة التى أكنها لـ(ابن مكة) محمد نور أدعو الزميل العزيز (عبدالله فلاتة) بأن يلعب دوراً مؤثرا في إيجاد تقارب من خلال علاقة قرابة تربطه باللاعب الكبير، وصداقة تجمعه مع مديرعام الكرة، بالاستجابة إلى نصيحتي ويقبل بـ(الأمر الواقع) قبل فوات الأوان خشية على (أبو نوران) الأسطورة أن يتحول في لحظة (عناد) من نور إلى رماد.