الاتحاد و(ديكتاتورية) الجمجوم
حينما يعبر الكاتب الناقد عن رأيه في أمر ما وينتقد العمل وشخوصه فذلك من منطلق حرصه على الإصلاح بالتغير والتطوير بما يخدم المصلحة العامة وفقاً لرؤية تكونت لديه من عدة زوايا فرضت عليه كتابة ذلك الرأي بكل ما فيه من أدوات النقد الهادف البناء، ولا يعني ضرورة انصياع المعني به والأخذ بجميع ما احتواه أو جزء منه إن لم يفعل يتخذ الكاتب موقفاً عدائياً يدفعه إلى توجيه حملة يسيء لتلك الشخصية والجهة التي يتبع لها حسب مبدأ ليس له علاقة بالصحافة، إنما حسب قناعة الخنوع والخضوع المسيطرة على فكر (استبدادي) تعلمه أو نشأ عليه. ـ قبل أيام وعقب تعادل العميد مع فريق هجر و"كورة" (عقيمة) قدمها لاعبوه في هذا الموسم تحديداً أفقدت الاتحاد (هويته)، انتقدت إدارة (الفائز) على موقفها السلبي المتذبذب من مدرب الفريق الأول كانيدا والذي لم نر له أي (بصمة) فنية واضحة (شكلاً ومضموناً) من خلال عمل يقنع الجميع، بل العكس تماماً نتائج ومستويات سيئة جداً لفرقة كانت تلقب بـ(النمور)، وكذلك فيما يخص اللاعب القدير الكابتن محمد نور طالبت بالتخلص منه ببيع عقده بعد أن أصبح (عالة) على الفريق على إثر انخفاض واضح في مستوى وأداء نجم كان مضرب مثل لـ(أسطورة) من أساطير الكرة السعودية والعربية والقارية، كنا كإعلام نتغنى بفن لعبه ومهاراته وجمهور يهتف باسمه في المدرجات وخارجها. ـ في ليلة المباراة وعقب نهايتها تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب وفي اليوم الثاني من الرأي الذي لاحت في الأفق أنباء (مؤكدة) بأن الإدارة اتخذت قرارها بـ(تسريح) كانيدا حتى أن هذه الجريدة نشرت خبراً يشير إلى نفس المعنى كتبه زميلنا سعد مشيخ، والذي (أثق) في مصادره وأمانته الصحافية إلا أن هذا القرار تبخر في الهواء (البارد) الذي كان يغطي أجواء جدة ودعمته برامج فضائية وتغريدات نشرت بصفحة نائب رئيس النادي المحامي عادل جمجوم وهو خبر ازعجني كثيراً كما أزعج نسبة متفاوتة من جماهير (نادي الوطن) وانزعاجي لا يعود سببه لعدم اهتمام الإدارة بما كتبت وتجاهل الواقع الـ(مؤلم) لفريق يذهب إلى (الهاوية) نحو نفق مظلم جداً لا يبشر بالخير، مما دفعني إلى الاتصال بالرجل الثاني في هذا النادي العملاق والذي يقال إنه (ديكتاتوري) وصاحب القرار الأول والأخير وبقية أعضاء مجلس الإدارة ما هم إلا (تكملة عدد)، بما فيهم (الرئيس) لأستوضح قناعاته ومبرراته ومن ثم حجم القوة التي يملكها ومن أين يستمدها لأصبح على دراية و(بينة)، حيث أجريت اتصالاً هاتفياً به توصلت من خلال كلامه إلى إجابات مهمة لأسئلة عديدة كشفت لي عقلية ومنطق (عادل جمجوم) وحقائق سوف أسردها لكم في السطور التالية. ـ حاولت في البداية من خلال سؤال (ملغم) استدراجه حول قرار هو من فرضه حيث قلت له قد نتفق معك أو نختلف في إصرارك على قرار تمسكك بالمدرب، ولكن اسمح لي لم نر للمدرب أي (لمسات) تشفع لك بهذا الموقف المتصلب، فهلا (أقنعتني)؟ فرد قائلاً: القرار ليس قراري لوحدي إنما قرار (جماعي)، وافق عليه أعضاء مجلس الإدارة ثم استطرد يوضح لي مبرراته المبنية على فكر غير مقتنع به أولاً بأن الفريق فقد هويته مع كانيدا إنما منذ (5) سنوات وأن الاتحاد (ضحية) منطق خاطئ لعدد من المدربين الذين مروا عليه، يتم تعينهم وبعد فترة وجيزة يتم إقصاؤهم، وأن الإدارة الحالية عازمة على التخلص من سياسة خاطئة تتبعها معظم إدارات أنديتنا وليس فحسب الإدارات السابقة لنادي الاتحاد فيما عدا نادي (الفتح) الذي يعد نموذجاً يجب الاقتداء بالتجربة الناجحة التي خاضها وحصد ثمارها بعد (5) أعوام وهناك أندية أوروبية عددها لي بالاسم، عملت نفس الشيء فكانت نتيجة صبرها بطولات. ـ لم يقف الجمجوم (عادل) عند سياسة إدارية يريد أن يطبقها في ناديه إنما عرج معي إلى مدرب لم تتوفر لديه أدوات تساعده على النجاح، وبالرغم من ذلك حقق إنجازات من خلال عمل ونتائج أشاد بها الإعلام قبل البطولة الآسيوية وبعد خروج الاتحاد منها والآن ينبغي أن يأخذ فرصته لخطة مستقبلية وضعها منذ فترة بناء على دماء شابة اهتم بها ولاعبين أجانب اكتمل عددهم لنصبر ثم نحكم إن نحج أو فشل. ـ لم أسأله عن رأيه في نور لعلمي بأن إجابته ستكون تجاه مدرب أعطى كافة الصلاحيات وهو من يقرر، ولقرب موعد رحلة عودتي إلى جدة استأذنته وأنهيت مكالمة استمعت بحديث (محامي) أيقنت من أين اكتسب (الديكتاتورية) التي تفرض على زملائه في مجلس الإدارة (الاقتناع) برأي يتحول إلى قرار نافذ ويوافق عليه من الجميع.