دورة الخليج والعائلة الدولية الواحدة.
في الوقت الذي اصبحت بطولة دورة الخليج حدثا رياضيا مهما يلاقي متابعة اعلامية وجماهيرية من كافة شعوب المنطقة وماحولها من شعوب عربية وآسيوية وعلى مستوى صعيد اعلى سلطة دولية ممثلة في رئيسها جوزيف بلاتر ورؤساء اتحادات قارية يلبون الدعوات التي توجه لهم بحضور مراسم الافتتاح تقديرا منهم لتظاهرة كروية لا تمثل مناسبةخاصة بأبناء الخليج فحسب انما في مفهوم الالفية الثالثة وعصر حديث باتت تشكل عرسا رياضيا للعائلة الواحدة نجد هناك للاسف الشديد من إعلامنا الخليجي اصحاب الأفق ( الضيق) جداً ومن على شاكلتهم من ذوي النظرة ( الأحادية) الفكر ونرجسية المنطق والتوجه يطالبون بإلغاء بطولة فرضت وجودها على مدى 42 عاما من خلال هيبة ومكانة(شيوخها)ملوكا وأمراء ورجال على مختلف مسؤولياتهم ومواقعهم شكلوا وحدة واتحاد أمة واحدة ساهمت الرياضة في تلاحم ابنائها تحت شعار( مصيرنا واحد وخليجنا واحد) والذي تحول اليوم وعلى ارض الواقع وشواهد ملموسة بتوفيق من الله الى (حقيقة)برزت في كثير من المواقف ولعل من اهمها شعور سيطر على كل فرد خليجي بأنه( مواطن) ضمن منظومة (بلد واحد). -لقد أزعجتنا اصوات (نشاز) ترى ان هذه البطولة لم يعدلها قيمة في تطوير كرتنا الخليجية وفقدت بريقها والتوهج الذي كانت عليه بعدما حققت اهدافها في مرحلة كنا خارج المنافسات القارية والدولية نبحث في فترة ضعفنا وغياب عما يدور حولنا عن ذاتنا بما يدعو الى المحافظة على تجربة اصبحت من(التراث)نضعها في متحف الذكريات الجميلة وماض انتهى ولا ينبغي العودة اليه ولا حتى لفكرة تجديده وتطويره دون إدراك منها لأهم عامل من عوامل النجاج لأي بطولة كروية الا وهو( الجمهور) الذي اصبح يترقب موعد اقامة كل دورة من دورات الخليج على شغف متابعا لاحداثها متلهفا لمشاهدة منافساتها وردود افعال اعلامية تضيف لها نكهة خاصة رغم كل ماينتج عنها من سلبيات لاتخلو منها اي مناسبة رياضية في العالم وان اختلفت في نوعيتها وذلك لاختلاف مجتمعاتها كسلوكيات مرتبطة بأخلاقيات وعادات وتقاليد،أفلا يكفي هذا العامل المؤثر الى إقناع تلك الاصوات التي كانت ومازال تلعب على هذا الوتر فيما يخص واحدة من متطلبات الاتحاد الاسيوي لحصول انديتنا على اكثر من مقعد في بطولة دوري اسيا. -عجب العجاب لأولئك الذين(دوشونا ) بنظرية(الكوب المليان والجزء الفارغ) اينهم من مشهد اعلامي حدث بالأمس عقب تتويج المنتخب الاماراتي بكأس البطولة الم يشاهدوا كيف كان احتفاء القنوات الخليجية بالبطل في صورة مشرفة اختفت فيها ألوان واسماء الدول وكأن الامارات تمثل من خلال الإنجاز الذي حققته إنجازا لكل دول المنطقة وليس لأبناء زايد فقط وهو مشهد لم نتعوده في الدورات السابقة الا نادرا،وماذا عن مكاسب فنية تحققت في خليجي 12عبر تطور ملفت للنظر لمنتخبات البحرين واليمن والكويت وهم الذين يدعون ويزعمون ان دورة الخليج مازالت(مكانك سر) واحيانا وصفوها على طريقه (للخلف در) -بعيدا عن كل ماسبق ذكره من مكاسب قيمة للكرة الخليجية ارى من وجهة نظري ان هذه الدورة وان لم تحقق اي مكاسب لها اوأهدافها فإن روح الأخوة للبيت الواحد والأسرة المتماسكة يعد إنجازا فريدا غنيا عن اي إنجاز اخر حيث يكفي هذا التلاقي الخليجي عبر احتفال يأتي كل سنتين بمثابة(عيد) لكل الخليجيين.