2012-12-19 | 07:30 مقالات

في الملعب انسحاب المعمر

مشاركة الخبر      

يبقى السؤال معلقا عندي وعندك حول غموض يحرك في داخلنا رغبة المعرفة ولهيب الشوق وقود الانتظار لموعد الإجابة وإعلان النتائج واسم الفائز في انتخابات نستمتع بترقبها ومتابعتها ومشاهدتها والترويج لها، وعلى الرغم من حالة غباء نعترف بجمال ممارستنا لها إلا أن (الأذكياء) ممن ساهموا في رسم لوحة جميلة للغاية هم الأكثر (تعاسة)، لأنهم في الواقع لا يشعرون أبدا بطعم الفوز وألم الهزيمة، وإن كنا سوف نراهم يشاركون في كتابة فرحة نهاية المشهد الأخير من مسرحية عنوانها (يبقى النص ويموت المؤلف). - كان بودي أن أكون العضو رقم (74) مطلعا ومندمجا مع أجواء انتخابات نزيهة لأطرد مجموعة شكوك لم أستطع التخلص منها، تولدت مع تجربة عشتها وخضتها، كشفت أمامي حجم (خدعة) كبيرة كنا كإعلام رياضي نصرخ دعما لرئيس منتخب وإدارة (منتخبة)، وتعك حروفنا بـ(لا وكلا) بما تحتويه من صخب كلمات احتجاج واستنكار ورفض قاطع لقرار (التكليف)،الذي نستشهد به كدليل على أننا مجتمع غير حضاري، مع أنه لايوجد فرق بين الحالتين لو دققنا جيدا في قصة أخرى لـ(جحا) وأذنه باتت مثل مسماره مضرب مثل ونموذج لواقع نراه ونلمسه مطبقاً بصورة حقيقية في حياتنا اليومية على المستوى الشخصي أو الرسمي. - في خضم محاولاتي الابتعاد عن ظنون تراودني بأن الجمعية العمومية ستبارك غداً للاتحاد السعودي لكرة القدم نجاحه ببراعة في تقديم تمثيلية مطبوخة لانتخابات (صورية) قدمتها لنا الأندية على مدى نصف قرن أو أكثر، سألت عن (الخبير) أحمد عيد المرشح الوحيد الذي كان إلى حد قريب لايوجد له في خارطة أو (خريطة) الكرة السعودية منافس قوي من أسماء كبيرة لها وزنها وثقلها تخلت عن مكانتها ودورها في خدمة القطاع الرياضي، أو (أجبرت) على ذلك وسمحت بطوعها وإرادتها لخالد بن معمر شخصية (مغمورة) قفزت فجاءت على سطح حدث الساعة بدون مقدمات، لتعلن بكل (شجاعة) ترشيحها، فلم أجد جوابا مقنعا لهذا التحول المفاجئ إلا أن أخوض تجربة الدعم المعنوي للوبي (القوي) الذي فرض اسم (بن معمر) كرئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم لفترة أربعة أعوام، مع قناعتي أن الرئيس المؤقت هو من يستحق أن يكسب (رهان) السباق، ولعل (خبرته) في بلورة ما نشاهده الآن من حراك (حضاري) في مشهد إعلامي ذي جودة عالية، اختير في ترتيب أوراقه أسماء صحفية كافيا ووافيا بأن ينال لقب سعادة (الرئيس). - الخبرة التي تكونت عند أحمد عيد على مدى الحقبة الزمنية التى تولى فيها منصب (رئيس مؤقت) تدعوني إلى مطالبة منافسه الذي يحمل سيرة طيبة عطرة على المستوى الشخصي إلى أن يعلن اليوم وعبر برنامج (الملعب) في نهاية (مناظرة) كنت أول من طالب بها إلى (الانسحاب) ومباركة غير طبيعية سوف يتلقاها تنصبه للمرة الثانية (شجاعا) بمناسبة قرار اتخذه بناء على (نصيحة) مخلص سوف يشكره يوما ما لأنه كان (أمينا) معه وفي دعمه، مثلما كنت في يوم من الأيام (أمينا) في حوار صحفي أجريته مع الفنان محمد عبده حينما أعلن اعتزاله الفن أثناء حرب (الخليج الأولى)، فكنت الصحفي الوحيد الذي حصل على (سبق) صحفي كشف من خلاله عن خفايا قرار اعتزاله الغناء، إذ أكدت الأيام بعد مرورها أن قرار فنان العرب كان قرارا (ملعوبا) بذكاء شديد جدا و(ملغماً) بفكر مبني على (خبرة) سنين وبرجال (أمة) أصدق التعامل معهم في ملحمة (وطن) تجلت في مبادرات جندي فدائي قدم تضحياته في وقت الأزمات بأناشيد وطنية أبرزها في تلك الفترة (فوق هام السحب) ونشيد له ألف معنى ومعنى كتبه الشاعر(غازي القصيبي) رحمه الله عنوانه (نحن الحجاز ونحن نجد)، صوت كان كسيف قاطع وكرصاصة اخترقت قلب عدو غدار. -على كل حال أتمنى من الزميل القدير (رجاء الله السلمي) أن يشاركني في تقديم النصيحة الموجهة للمرشح الثاني خشية عليه من أن (يتورط) في مهمة ومسؤولية صعبة جداً تحتاج إلى (خبير)من نوع (خاص)جداً جداً، ولعل التجربة التي خاضها في الهلال والشباب كافية ليفهم مغزى نصيحة محب له ولمنافس هذا هو (زمنه).