لا تنام
ما أكثر القضايا الرياضية التي (نبشتها) الصحافة الرياضية على مختلف أنواعها وتغلغلت في أعماقها وكشفت خفاياها بهدف وضع المسؤول في الصورة ليكون على بينة لما يحدث خلف الكواليس من مخالفات وتجاوزات تصل أحيانا إلى نوع من أنواع (الفساد) الذي لا ينبغي السكوت عليه وتمريره، ومثلما قامت الصحافة بدورها كسلطة رابعة فإن المسؤول سواء كان صغيرا أو كبيرا في منصبه لابد أن يشارك هو الآخر بدور فاعل ومؤثر بالمتابعة والتحري وتقصي المعلومة من جميع الأطراف أولا بأول حتى يصل إلى الحقيقة كاملة وبما يؤكد صحة ما نشرته الصحافة من اتهامات ودعمها أو تبرئة المتهم ودعمه بحفظ حقوقه الأدبية التي نالت من سمعته ومكانته الاجتماعية وفي كلتا الحالتين يصبح القانون هو صاحب الكلمة الفاصلة والعنوان الرئيسي الذي لن ينفذ منه الجاني أيا كان حجم موقعه وسلطته. ـ بمنتهى (الشفافية) أستطيع القول إن مثل هذا الدور كما هو ملاحظ للجميع يسير بحركة (السلحفاة) بطيء جدا بسبب بيروقراطية إجراءات (روتينية) مملة تستغرق دراسة وبحثا وتحقيقا وقتا طويلا والنهاية (تنام) في أدراج مكتب المسؤول، وعندما يسأل عنها وآخر ما توصلت إليه نتائج التحقيق تسمع كلمات مطمئنة للغاية وعبارات رنانة تؤكد أن الموضوع أو القضية الفلانية تلقى كل العناية والاهتمام وهي تحظى بـ(الرعاية) الخاصة بكل ما تعنيه هاتان الكلمتان من معنى، ثم تمر الأيام وتنبش الصحافة ما سبق لها أن أثارته من جديد، فتجد أن القضية مازالت في (الحفظ والصون) نائمة في مكان يغطيها (الدفء) الكافي لحرمانها من الهواء الطلق وبعد فترة من الزمن وقد وصلت إلى مرحلة (النسيان) من الطبيعي جداً يصبح مصيرها (الموت) فتموت ثم تدفن بغطاء من حرير دون أن نعرف من الجاني ومن المجني عليه وبالتالي لن نلوم الصحافة تجاه من يحملها مسؤولية إثارة البلبلة في الوسط الرياضي في ظل (صمت) قاتل وإن كسبت القضية أمام الرأي العام ولا نستعجب بالتالي وجود أيد خفية تعيث (فسادا) في أنديتنا والمنظومة الرياضية عموما، وكذلك هروب وابتعاد الأنقياء والشرفاء من الكفاءات وأصحاب الخبرة من العمل الرياضي مادام هناك من يحمي من يشوه الصورة متخلياً عن مهمة الدفاع عنهم. ـ القضية الأخيرة التي بعثر في جزء من أوراقها زميلنا عبدالعزيز العصيمي المحرر بصحيفة (سبق) الإلكترونية أتمنى ألا (تنام) في أدراج مكتب وزارة الثقافة والإعلام بعدما أحيلت من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إليها كما نامت قضية اللاعب (إيمانا) على الرغم من أن (ملامحها) واضحة إلا أن صحيفة (هاتريك) الإلكترونية تخلت عن متابعتها بعد (هروب) مصورها وضغوط مورست عليه وعلى رئيس تحريرها الزميل حسن عبدالقادر وإن كان زميلنا بتال القوس حاول (إيقاظها) من جديد عبر برنامجه (في المرمى) إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً بعدما صدم بواقع فرض عليه كما فرض على المصور (علي مروي) ورئيس تحرير صحيفة (هاتريك) رافعاً (الراية البيضاء)، بينما على العكس تماما بالنسبة لصحيفة (سبق) ومحررها العصيمي، فحتى كتابة هذا الهمس لم يتخلوا عن قضية أشعلوا نارها باتت تمثل حاليا قضية (رأي عام) على الرغم من أنني قبل يومين طرحت من خلال هذا الهمس سؤالا (ملغماً) مازال جوابه هو الآخر (نائماً) عند صحفي كان بمقدوره حل (لغز) سكوت اللاعب عامين كاتماً سلوكاً (خطيراً) جداً في صدره، ومخبئاً في ذاكرته ومعرفة أسباب استجابته لزيارة رئيس النادي في بيته وقد عرف بنواياه السيئة مسبقاً. ـ طبعا هناك فرق شاسع وكبير بين القضيتين ولا يمكن المقارنة بينهما واختياري للأولى من باب (الاستدلال) على أن هناك قضايا يتم (تنويمها) مثل قضية إيمانا وذلك بـ(فعل فاعل) بناء على منطق (حيادي) جداً جدا يعتمد على مبدأ (كله علشانك ياهلال يهون) مع قناعتي أن قضايا (الرشاوى والمنشطات) يجب أن تأخذ بعداً آخر في أسلوب التعاطي معها أكثر حزماً وصرامة واهتماما وإن كان لدينا حالات سابقة تم التعامل معها بطريقة (نامي) نوماً سعيدا وفي الحفظ والصون.