هتان الاتحاد ومطر الأهلي

تابعت قبل يومين حلقة (استثنائية) لمقابلة تلفزيونية أجرتها قناة (لاين سبورت) مع رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد، ومع أنني لم أشاهدها من بدايتها إلا أن أسئلة زميلنا عبدالرحمن الحميدي الساخنة وإجابات ضيفه الكريم الواضحة والصريحة جداً شدتني للإصغاء بحرص شديد للجزء المتبقي، حيث إنني لم أصدق ما سمعته من حديث بليغ جداً كشف في ثناياه البعد والمنهج الإستراتيجي الذي يقوم به النادي الأهلي وفق خطط مدروسة تحاكي المستقبل القريب وبالذات فيما يخص الفريق الأول لكرة القدم. ـ وبحكم أن هذا اللقاء احتوى على مادة دسمة استفتزتني للكتابة عنها إذ إن ما تطرق إليه الأمير فهد بن خالد يتطلب منا كإعلام متابع وواعٍ لرسالته الاهتمام بكل ما جاء في مضامين ذلك الحوار المفيد ترويجاً وتعليقاً؛ لأن مثل هذا الفكر النير الذي تنطلق منه الإدارة (الراقية) يحتاج إلى تشجيع بدعم كل الخطوات التي تقوم بها بما يكفل لها النجاح المأمول لتمضي أنديتنا في تحقيق ما تصبو إليه وعلى وجه الخصوص إن كانت خططها موجهة للنشء الجديد من الشباب الذي من المفترض أن يأخذ فرصته دون (تجميد) يقتل مواهب كروية سمعنا قبل أيام (آهات) لاعب نادي الاتحاد (هتان باهبري) يعبر بحماسه وغيرته على مستقبله عن بركان قهر (مكتوم) في صدره لمعاناة نمر صغير يتأمل من يسمعه ليصبح نمراً كبيراً ضمن جيل من النمور (أكل الأخضر واليابس) مازال إلى يومنا هذا متمسكاً بأسنانه ومشط قدميه بالبقاء وكأن النادي أحد أملاكه. ـ في الوقت الذي لمسنا عملياً تطبيق النادي الأهلي لسياسة (الإحلال) على مدى المواسم الثلاثة الماضية مضحياً بأسماء كبيرة وصحافة وإعلام رياضي يتغنى بين حين وآخر بها، مباركاً خطواتها ومطالباً الأندية الأخرى بإنتهاجها، سمعت أمير الأهلي يعلن في تلك المقابلة الحصرية أنه في الموسم المقبل سوف يتم تصعيد (10) من لاعبي الفريق الأولمبي إلى الفريق الأول، وهنا تقتضي هذه المعلومة سؤالا من البديهي أن يطرحه المذيع وهو ماذا عن مصير الموجودين حالياً في الفريق؟ تأتي الإجابة سوف يدخلون مرحلة (غربلة وتصفية) ولم يكتف الأمير فهد بن خالد بذلك إنما أضاف عليها لهجة إنذار وتحذير لمن هبط مستواه من اللاعبين أو لم يقدم ما يشفع له بالبقاء بأن قرار إبعاده سيتم لا محالة في نهاية الموسم الحالي. ـ سألت نفسي عن (سر) هذه الثقة التي يتحدث بها رئيس النادي الأهلي و(المصدر) التي يتكئ عليه دون أي مبالاة بعواقب ذلك التحذير الذي جاء (مبكرا) في صيغة (تحذير) شديد اللهجة فملكت لساني إجابة (سريعة) لم تمنحني فرصة التفكير بنفس سرعة (التوجه) الذي يدعمه بقوة (حبيب الأهلاويين) الأمير خالد بن عبدالله من خلال (قاعدة) بناها ونتاج (أكاديمية) بدأت تجني ثمارها الفرق السنية والفريق الأول ويقيناً هذا هو السر الحقيقي والمصدر الفعلي الذي جعل الأمير فهد بن خالد ينطلق بقلب من حديد مبشراً جماهير ناديه بهطول مزيد من (المطر) مؤكدا أن تربة القلعة الخضراء لن تجف وسوف تثمر سنوياً لتواصل مسيرة العطاء والإنتاج. ـ كان بودي أن أعمل (مقارنة) بين الجارين إلا أنني حقيقة سوف أظلم النادي الأهلي من جهة لفارق شاسع وكبير بينه وبين جاره نادي الاتحاد، وأظلم من جهة أخرى إدارة (الفايز) التي لا تتحمل مسؤولية غياب الاستقرار الإداري والشرفي الذي يعاني منه العميد منذ خمس سنوات وتركة ثقيلة استلمتها إلا أن اسم (هتان) وتصريحه الجريء ربما جاء في وقته ليكشف ذلك (الفارق) وبوادر سماء اتحادية ملبدة بالغيوم (الممطرة) التي تدعو إلى (التفاؤل) بأنها ستنهمر على أرض العميد (الخصبة) في أكثر من حقل بصفوة من رجاله الذين سيعودون من بينهم الدكتور(توفيق رحيمي) عبر قرار عودته لقيادة أكاديمية الاتحاد وخطوات أخرى (تصحيحية) تنبئ بأن القادم يبشر بالخير الكثير.