2012-11-20 | 06:35 مقالات

نواف ورسائل مشفرة

مشاركة الخبر      

لم يكن اجتماع الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية يوم أول أمس الأحد مع أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المؤقت، وما أدلى به من تصريح صحفي يؤكد من خلاله دعمه القوي والثابت لهذا الاتحاد والإجراءات النظامية التي اتخذت لإنجاح أول انتخابات تتم للجمعية العمومية.. إلا رسالة (مشفرة) موجهة لجميع الرياضيين، (مطمئنا) بأنه حريص جداً على أداء مسؤولياته، مطلعا على كافة تفاصيل هذه الانتخابات، متفهما حجم الاهتمام الذي تحظى به على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جوزيف بلاتر.. وعلى الصعيد المحلي والقاري، وأنه لن يسمح لكائن من كان بمحاولة التأثير عليها من أي طرف يعتقد أن بمقدوره توجيهها في الاتجاه الذي يريده. هكذا فهمت، وأحسب أنها رسالة (مشفرة) وصلت بكل معانيها (الذكية) لكل المعنيين بها. ـ من منطلق (استنتاج) آخر يخصني، أرى أيضا أن المرشح الثاني خالد بن معمر لانتخابات منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم قريب جداً من صفات المرشح الأول أحمد عيد كشخصية‏ (توافقية) محبوبة في الوسط الرياضي بنسبة متفاوتة ومتقاربة جداً، وإن كانت أوراق (أبورضا) من وجهة نظري (انحرقت) تماما.. بعدما انكشفت قدراته القيادية من خلال ممارسة عملية بمنصب حساس، وبالتالي برزت مميزاته وعيوبه، على العكس تماماً فيما يخص المرشح(المفاجئ) لهذه الانتخابات الذي اقتحمها دون سابق إنذار كمرشح قوي. ـ وهنا لابد من وجود سؤال عريض يدور في الأذهان، يطرح نفسه حول توقيت ظهور هذه المفاجأة.. وهو: هل يكون السبب مبنياً بالفعل على تصرف شخصي يتوافق تماماً مع رجل رياضي اكتسب الخبرة عبر العمل في عدة أندية، وكون له سمعة جيدة (شجعته) بالفعل.. فقام بنفسه دون أي تحركات تتبع التيار(الخفي) المضاد بالإقدام على هذه الخطوة الجريئة، أم أن ظهوره في هذا التوقيت جاء منسجما مع (تكتيك) مرتب له من قبل بعض أعضاء الجمعية العمومية أو من خارجها.. لكيلا يقال إن (الانتخابات) كانت (موجهة) لإبقاء أحمد عيد هو المرشح الوحيد.. وبالتالي يتم اختياره بـ(التزكية) وفق توجيهات نسبت للأمير نواف بن فيصل مباشرة.. بعد أول اجتماع عقده مع رؤساء الأندية عقب استقالته من رئاسة الاتحاد. ـ بينما الاستنتاج الأخير الذي أميل إليه كثيرا هو أن الخطوة (الفجائية)المشار إليها آنفا اعتمدت وفق (تكتيك) بنيت أسبابه الحقيقية كحل( وسط) إرضاءً للفئة (المعارضة) بقوة على إعادة أحمد عيد رئيساً للاتحاد الجديد من (قانونيين) تعهدوا ووعدوا بتصعيد قضية تأسيس جمعية عمومية غير شرعية إلى(فيفا)، وبهذه الطريقة يضمن(سكوتهم) بعدما أصبحت الانتخابات يتحكم في مصيرها أعضاء الجمعية العمومية، وأصوات تقلب الطاولة لأحد المرشحين.. وإن كانت تميل لمصلحة خالد بن معمر بنسبة تزيد عن المرشح الأول.. هكذا أيضاً فهمت من خلال رسالة (مشفرة) قرأت حروفها الكبيرة والصغيرة في لحظة صفاء، أعطتني حالة من (الاطمئنان) بأننا نسير في الاتجاه الصحيح حينما يكون (النظام) هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، ولن تعلو عليه أي محسوبيات أو نفوذ خاص، وهذا ما صادق عليه أميرنا الشاب نواف بن فيصل فهد في تصريح أكد دعمه لـ(النظام) أولا وثانيا وثالثا.