2012-11-19 | 07:28 مقالات

اللهم ارحم اللاعب الخفي

مشاركة الخبر      

تساءلت بعد اطلاعي على تصريح عضو شرف نادي الهلال المنشور هنا في جريدة الرياضية بعددها الصادر أمس الأحد، وحالة التأثر الواضحة جداً ما بين السطور تألما لـ(اثنين) من لاعبي الهلال (طارا) في يومين، منتقلين لناديي الاتحاد والأهلي، عن السبب الحقيقي وراء (إخفاء) عضو الشرف اسمه، متوقعا أن في ثنايا تصريحه كلاما قد يثير (حساسية) أعضاء لجنة الانضباط خوفا وخشية من عقوبة مادية يتورط بموجبها النادي ماديا، مما دعاه إلى الانضمام إلى قائمة الضمائر المستترة أو خجلا من قضيتين خسرهما الهلال، إلا أنني من خلال قراءة مستفيضة للمبررات التي ذكرها وأسلوب (التفخيم) والتضخيم الذي لجأ إليه في بعض من عباراته الخاصة بنجوم ناديه، لمست في خطابه الإعلامي صيغة تكاد تعيدنا إلى أيام (اللاعب الخفي)، وإن كان يبدو لي أن حضوره في تلك الفترة مبني على (ثقة) حقيقية من خلال شخصية رياضية كان لها وزنها وثقلها في مسيرة الكيان الهلالي، وعلى إثر غيابها (اختفت) تماماً قوة تأثير ذلك اللاعب (الخفي)، حيث كان هو بمثابة (الرمز) الذي يمثل الهلال هيبة ودعما وتضحية، وعقب رحيله (فقد) الهلاليون على مختلف مواقعهم رجلا عاشقا لن يتكرر ظهر مؤخرا حجم ماله من تأثير واضح جدا على تركيبة الكيان الهلالي برمته. ـ لست هلاليا، ولم بسبق لي أن كتبت عن هذه الشخصية كلمة واحدة، ولكن بعد مرور عام تقريبا على وفاته تأكد لي تماماً أنه من خلال (عشقه) الكبير لنادي الهلال كـ(مؤسس) له وما كان يقدمه بفكره وماله وعلاقاته من خدمات جليلة ساهمت في تعاضد وتماسك أعضاء شرفه وانتماء حقيقي لأبنائه وإنجازات لا تحصى تحققت في حياته، يدعوني إلى أن أترحم على روحه الطاهرة بإذن الله، وأقول اللهم ارحم (الشيخ عبدالرحمن بن سعيد)، فهو اللاعب الخفي الذي لو كان حيا لما قبل أن (يتنازل) الهلاليون عن أي لاعب مهما كان السبب، ولما سمح بتفريط يؤثر على سمعة ومكانة الهلال بين جماهيره على وجه الخصوص وفي الوسط الرياضي عموما، والأمثلة على ذلك كثيرة حينما دخل رجال الهلال في صراعات ساخنة حول لاعبين، قاتل في سبيل كسب الهلال القضية معنويا وإعلاميا وجماهيريا بتوفير مبالغ باهظة لاستقطابهم من أندية أخرى، أو مغريات حافظت على (مكتسبات) النادي من نجوم علمهم معنى حب الهلال والفرق بين أن تكون لاعبا في صفوفه وخارجه. ـ ليعذرني عضو الشرف الذي فضل عدم ذكر اسمه أن كل ما جاء في تصريحه (مبررات) واهية ما كنا سوف نطلع عليها لو كان (المؤسس) موجودا، إنما لسمعنا وقرأنا من يقول إن النادي (لن يفرط في أبنائه)، وخط أحمر لمن يحاول (اختطاف) أحد نجومه في ظل وجود (الرجل الخفي)، كما أن نغمة الفكر الاحترافي التي يزعم البعض أنها جزء من فلسفة الإدارة الحالية لن يكون لها أي حضور في تصريحه ولا حتى قبول. ـ كل المؤشرات دلت عقب وفاة (المؤسس) على وجود اختلاف جذري في تركيبة البيت الهلالي ومنظومة العمل فيه، وليس (عيبا) الاعتراف بالهزيمة عقب رحيل (هوساوي والفريدي) بسبب (شح) مادي دون تشويه لعلاقة سابقة وصورة لاعبين خدما الهلال، فقد كان (يرحمه الله) في مثل هذه المواقف (شجاعا) لم يهتز ولا يرضى أن تظهر صورة الهلاليين مهزوزة بقدر ما أنه يخفف ألم الخسارة والهزيمة عبر حكمة الصمت البليغ و(لاعب خفي) يظهر في الوقت المناسب.