صعبة صعبة وقوية يا أهلي
كان بودي اليوم أن أهنئ الأهلي وأسطر كلمات ليست كالكلمات احتفاءً يليق بإنجاز آسيوي حققه في كوريا و(عالمية) لم تكن (صعبة قوية) عليه لبلوغ شرف الوصول إليها كما وصل إليها (الأصفران)، وتمنيت أن أمنحه كل ألقاب الدنيا ابتهاجاً يحاكي نبرات صوت (يلعلع) هنا وهناك بـ(سفير الوطن وكبير آسيا والملكي المحلي والقاري والمونديالي) ولكن (واسفاه) غطت وسيطرت على حروف (فرحي) وأنا أشاهد أهلي مفككاً فاقداً الروح تائهاً مدربه ولاعبوه، أحسست بصفعة قوية لامست كافة محبيه وغيرهم ممن رفعوا شعار (الوطنية) بروح سعودية تحت عنوان عريض(كلنا أهلي) بعدما خيب (ظنهم) في مواجهة كروية اختفي (الراقي) تماماً وكانت (النمور) الكورية في الموعد وعلى قدر المسؤولية ومستوى الحدث والمناسبة بـ(ثلاثية) هزت قلوب كانت حالمة تنتظر عقارب الساعة لتغازل التاريخ وتهنئة (ألف مبروك) متشوقة لها بعد انتظار (ربع قرن) لا تريد الرجوع إلى (آهاته) من جديد وعبارة تسمعها ثم تقرؤها في اليوم التالي (صعبة قوية يا أهلي) لتصبح لحناً مشتركاً يناصف الهلال في حقوق (مشفره) باسمه لوحده. - أكثر المتشائمين (المتخوفين) لم يدر بخلدهم إطلاقاً ظهور الأهلي بتلك الصورة الباهتة جداً ولم يخطر في أذهانهم حدوث سيناريو (هزيمة).. قال عنه المعلق التونسي عصام الشوالي بأنها (غير مشرفة)، حيث كان من الممكن تقبلها وتقبل نتيجتها الثقيلة لو شاهدنا من يلقب بـ(السفاح) فيكتور في مستواه الطبيعي أو حتى (نصفه) يقاتل يهز الشباك وتوأمه في الفريق (العمدة) أنيقاً متألقاً في أداء ممتع وعطاء انتحاري تعودنا عليه منذ انضمامه للقلعة الخضراء ومشاركات كان في معظمها هو نجمها الأول وبالذات في المواجهات المهمة والمصيرية إلا أن كلا هذين اللاعبين (المحترفين) كانا في لقاء الأمس (صفراً على الشمال)، فمن خلال متابعتنا على مدى شوطين كاملين لم نلمح ولا حتى بوادر هجمة واحدة ناجحة.. أما ( تيسير الجاسم) فقد غاب القائد واللاعب الفنان أيضاً في مباراة كنا نأمل أن يكون أبرز نجومها.. أما بقية زملائه فمن الخطأ أن أوجه كلمة ملامة لهم وأمارس قسوة تجاه جيل أهلاوي لن أسمح لنفسي بأن أقتل حماس شباب (ضاع) في مباراة، فمازال بروحه وطموحه لـ(الأمل بقية) بتحقيق هذا الجيل بطولات محلية وخارجية وحصد الألقاب القارية والعالمية في وقت لن يطول وزمن قصير أراه في عيونهم قريباً جداً. - في همسي بالأمس حذرت كثيراً من (هيبة) فريق أولسان الكوري الذي لم يقدم في يوم التتويج ولا نصف المستوى الفني الذي قدمه أمام الهلال والفريق الأوزبكي، وطالبت الكيال وإدارة متواجدة بضرورة (تخليص) اللاعبين من (رعب) الثلث الساعة الأول من المباراة وشاركني في نفس الرؤية والنصيحة رئيس التحرير الزميل سعد المهدي في عنوان صريح ومباشر (القضاء على الرهبة علم وعمل)، وما توقعناه حدث شكلاً وموضوعاً من خلال هدف أحرزه الفريق الكوري في الدقيقة (12) من زمن الشوط الأول ومستوى فني كان لاعبو الأهلي (مستسلمين) للخوف وللهزيمة. - لا تقتصر أسباب الهزيمة نحو مدرب (فيلسوف) وجوانب نفسية إنما أيضاً يلام أيضاً إعلام أهلاوي بالغ كثيراً في فرح وتوزيع ألقاب ليساهم في تلك الخسارة المؤلمة وليشارك اليوم في ترديد عبارة (العالمة صعبة قوية يا أهلي).. وهذه حقيقة آمل أن يتقبلها الزملاء بروح رياضية مع التقدير الكامل لجهود الرمز الكبير الأمير خالد بن عبدالله ورئيس النادي الأمير فهد بن خالد والمشرف العام على إدارة الكرة طارق كيال وبقية أعضاء الجهاز الإدراي فقد قدم الجميع عملاً متميزاً وإن جاءت النهاية غير سعيدة ومخيبة لكل الآمال مع يقيني أن هذه الهزيمة بكل مؤثراتها لن توقف مسيرة إنجاز يخاطب المستقبل برؤية متفائلة.