اليوم كلنا اتفاقيون
كان بمقدوري أن انتظر إلى ما بعد نهاية (ديربي القارة) لأكتب عنه مواكباً بذلك حدثاً يحاكي الأمس، إلا أنني وجدت أن فكري مشغول بـ(بكرة)، وبكرة هو اليوم الذي يخاطب الحاضر ومشاعر قلقة جداً جداً على (سفير الوطن) نادي الاتفاق الذي سيخوض هذه الليلة على أرضه وبين جماهيره مباراة مصيرية ومفصلية في مشواره الآسيوي أمام فريق نادي الكويت الكويتي في بطولة لا يمكن التقليل من أهميتها وإن جاءت في المرتبة الثانية بعد دوري أبطال آسيا وليس بمقدور إعلام سعودي تجاهل دوره في دعم معنوي يحتاجه (اتفاقنا) ليحقق المستحيل في عالم "كورة" مجنونة كل شيء فيها جائز، ولا (مستحيل) من أن تفاجئنا بما يشبه إلى حد ما بـ(المعجزات).. وقد يفعلها (إتي الشرقية) كما سبق أن فعلتها أندية أخرى، ولعلنا في ذكرى (خماسية) الاتحاد في نهائي كسبه أمام المنتخب الكوري الجنوبي ما يسمح لنا بأن (نتفاءل) بحق مشروع للجميع ونردد بقلب جامد وصوت (واثق) في مدى تأثير صداها: (الاتفاق قدها وقدود).. نعم وألف مليون نعم نسمع بها في المدرجات ونراها على أرض الواقع حدثاً (يزلزل) ملعباً يشهد فرحتنا بـ(تأهل) مستحق يبكينا ويبكي الكويتيين في لحظة (صدق) تبادلهم نفس المشاعر لو استمر الفرح من نصيبهم. ـ منطق نتيجة مباراة الذهاب التي انتهت بـ4ـ1 لمصلحة فريق الكويت الكويتي كفيلة بإيجاد حالة (إحباط) شديدة عند (يحيى الشهري) وزملائه وتلغي عندهم أي بارقة (أمل)، إلا أن من يسترجع التاريخ جيداً فإن ذاكرته لن تمحو سيرة مدرب اسمه (خليل الزياني)، منح كل العرب الأمل في زمن لو كان هذا الأمل يشترى بالملايين لدفعنا ثمنه، وكذلك لن تنسى اللاعب المبدع (صالح خليفة) الابن البار بناديه ومنتخب بلاده، كم وكم كانت له من صولات وجولات، قدم بمهارة قدم الفوز ببطولة في لمحة كنا نروي ظمأ عطشنا من ماء نتخيله سراب. ـ ربّ قائل يقول هناك فرق شاسع بين (جيلين) روحهما وتضحياتهما تختلف بحجم (رباعية) من الصعب مطالبة جيل اتفاق اليوم بتحقيقها، وأنا بدوري أقول في ظل وجود معادلة كروية سمحت بذلك التفوق الكويتي، فماذا يمنع من تفوق اتفاقي يحدث هذا المساء بثلاثية نظيفة رغم الفرص (الثلاثة) المتاحة لفريق ضمن بنسبة كبيرة وصوله للنهائي؟.. فثلما كسب بتلك النتيجة الثقيلة فمن الممكن جداً أن يكون ليحيى الشهري وبقية رفاقه (كلمة) قوية، تحتوي على رد لكل (المتشائمين) وفي نفس الوقت لمن كان هو (البادي) في توجيه ضربة موجعة، وذلك على طريقة الحكمة القائلة: (وحدة بوحدة والبادئ أظلم) هذا ما أتوقعه وما آمله في مواجهة اخترت لها عنوان: (اليوم كلنا اتفاقيون) مع احترامي وتقديري لطموحات الفريق (الضيف) الذي حلّ أهلاً وسهلاً بين أشقاء له سوف يباركون له إن تأهل، أو نقول له: حظاً أوفر، وفي كلتا الحالتين (خيرها في غيرها) للخاسر، مع أمنياتنا بالتوفيق للفائز المتأهل بتحقيق لقب آسيوي بطله (خليجي).