مالك إلا الشاورما
وزير الزراعة كان (شفافا) ليعلن الحقيقة مطالبا متوسطي الدخل بـ(ربط الأحزمة) وفق خيار قدمه لهم يطيب خاطرهم من خلال قوله (مالكم إلا الدجاج).. كنت أستبعد أن يحدث ذلك يوماً كما كنت أيضا أستبعد قبل خمسة عشر عاما (تصديق) فكرة أن الشباب السعودي سيواجه يوما ما مشكلة (البطالة) بعدم توفير عمل لخريجي الجامعات وحملة شهادتي الماجستير والدكتوراه وكنت أقول لم يتنبأ بمثل هذا الأمر (فال الله ولا فالك) ولا يقتصر رفضي عند هذا الحد انما أطالب قائله بالسكوت لانه لا يقدر قيمة هذا البلد بما منحه الله من نعم يجب ان نشكره عليها وانه لايمكن مقارنتنا أيضاً بمصر أبناءها وبناتها الذين كانوا مازالوا يعانون من نفس المشكلة منذ عهد الرئيسين السابقين (السادات ومبارك) والى يومنا هذا بسبب الكثافة السكانية الموجودة في (أم الدنيا) وربما في مستوى (أسوأ) من حال شبابنا لكن هذه الدنيا التي لا تدوم على حال ليس (غريبا) ان كشفت لنا عن الوجه الآخر لنأخذ الحيطة والحذر فما حدث ويحدث عقب احداث الحادي عشر من سبتمر من متحولات طرأت وتغيرات استجدت تدعو كل فرد إلى ان يصدق بأن كل بلاد العالم لم يعد هناك فرق بينها بلد غني أو فقير معرضة لهزات وأزمات من المؤكد انعكاساتها على مواطن كان غارقا في كوم من الأحلام الجميلة ينبغي عليه ان يفوق ويصحو ليعيش الواقع ولا يدري ماذا يخبئ له الغد بعدما اصبح جزءا من عالم تحول الى قرية واحدة. ـ أعلم أن الموضوع الذي تطرقت اليه آنفا ليس له علاقة بالرياضة الا انني لمست في تصريح وزير الزراعة شبه الى حد ما مع (شفافية) رئيس نادي الاتحاد محمد الفائز حينما واجه جماهير العميد بالحقيقة المرة حول الأوضاع الماليةالسيئة جداً لناديه وان حالة الطفرة التي كان يعيشها على مدى (17 عاما) لن تتكرر ولابد من مواجهة واقع جديد حول اعضاء شرف لم تعد تسمح لهم ظروفهم بالدعم السخي الذي كانوا يقدمونه بما يجب على جماهيره التبرع بمبلغ (20) ريالا بما يوازي قيمة وجبة (شاورما) وكأنه بهذا التصريح يريد توضيح ان الأندية السعودية تمر بمرحلة ( انتقالية) حيث ان (البحبوحة) التي كانت عليها تعد فترة ولت وانتهت بحلوها ومرها ويجب ان تكون هناك مصادر اخرى لتمويلها واستعان بقيمة وجبة (شعبية) كرمز لما يمكن يقدمه الجمهور من دعم مادي لناد لايرغب وصوله الى مرحلة (الإفلاس) كما ان الفائز عن دون قصد وجه رسالة مهمة للرئاسة العامة لرعاية الشباب مفادها ان زمن دعم اعضاء الشرف للأندية شارف على الانتهاء ويجب تغيير اللوائح ضمن قائمة التغييرات المتوقع حدوثها قريبا. ـ على كل حال دعوة وزير الزراعة او رئيس نادي الاتحاد لها إيجابيات اخرى في المجال الرياضي صحيا حيث ان اللحوم الحمراء طبيا لها أضرارها في ارتفاع نسبة الدهون وزيادة الوزن وما ينتج عن ذلك من أمراض هذا العصر الشائعة ولهذا بدلا من مشاهدة شبيه لبرنامج ( مالك إلا هيفاء) فإنهما من خلال هذه النصيحة يقدمان روشتة (طبية) تكلفتها المادية على متوسطي الدخل وغيرهم من اصحاب الملايين أقل تكلفة من لحوم ( تجيب) لهم الضغط والسكر ولهذا لنرفع سويا شعار (مالك الا الدجاج) على مستوى الأندية ( مالك إلا الشاورما) وسامحونا.