لا تضحك

لا أظن أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل كان (جاداً)، حينما قال للزميل تركي العجمة أنه يفكر جدياً بإصدار قرار يفرض على اتحاد الكرة والأندية (تسجيل) المكالمات الهاتفية لأيّ حديث يتم بين الطرفين في مواضيع تحتاج إلى بينة بـ(توثيق) تجنباً لحدوث أي نكران وجحود إلى ما دار بينهما، وتم الاتفاق عليه أو رفضه رغبة منه في وضع حدٍّ نهائي إلى ما قد يؤدي إلى نفس (البلبلة) التي نتجت بسبب اتصالات هاتفية جرت بين رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وعضو شرف اتحادي وفهد المصيبيح رئيس لجنة المسابقات حول مباراة الاتحاد والأهلي، وما صاحب قرار (التأجيل) من ضجة إعلامية، كل طرف يحاول إثبات صحة كلامه وموقفه، ولعل الذي جعلني أميل إلى أن ما صرح به رجل الرياضة الأول لا يخرج عن إطار (مداعبة) أطلقها من باب (السخرية) لفكر يدل على مستوى الخلل (الإداري) الموجود في منظومة عمل اتحاد كرة القدم واللجان؛ هكذا (فهمت)، خاصة إذا علمنا أن الأمير نواف قبل أن يطلق هذه الفكرة أو المقترح طلب من مقدم برنامج كورة أن (لا يضحك)، وكأنه يريد إيصال رسالة للأطراف المعنية فحواها بالمختصر المفيد: (ما هكذا تورد الإبل) يا أحمد عيد، ليضع حداً لذلك الجدل الإعلامي الذي طال، وبالتالي (يغلط) بطريقة غير مباشرة رئيس اتحاد كرة القدم المؤقت وأعضاء مجلس إدارته على أسلوب ما كان من المفروض القيام به. ـ أعود وأقول هذا ما فهمته واستنتجته، إذ إنه من غير المعقول بأي حال من الأحوال أن يفكر الرئيس العام لرعاية الشباب باتخاذ هذه الخطوة ويأمر بتسجيل المكالمات الهاتفية بين مسؤولي اتحاد القدم واللجان والأندية حفاظاً على (المصداقية) وكشف من يحاول تشويه صورة من يعمل في الوسط الرياضي بإثارة مشاكل تزعزع (الثقة) بين منسوبيه، حيث إن مثل الإجراء الاحترازي إن افترضنا أنه سوف يأخذ مساره بتطبيقه عملياً فإنه من الناحية (النظامية) غير صحيح، إذ لا يوجد أي نص (قانوني) يجيز لأيّ مسؤول مهما كان منصبه إصداره كقرار أو الموافقة عليه ومن ثم اتباعه، ناهيك عن أن هناك أساليب (حديثة) تغني تماماً عن إجراء (شفهي) ليس له علاقة بالعمل الإداري نهائيا فيه اختصار للوقت وإثبات موثق (كفيل) بوضع الأمور في نصابها الصحيح دون أي (تشكيك) نحو أي طرف من الأطراف فإن أصبح جهاز (الفاكس) من الصعب توفيره في بعض الحالات التي تقتضي أثناء عقد اجتماعات طارئة اتخاذ قرارات مهمة ومفصلية وتحتاج إلى موافقة جماعية من جميع الأطراف المعنية والذين البعض منهم لا تسمح له ظروفه بالحضور، فإن خير أسلوب إداري يتبع في هذه الحالة هو اللجوء إلى وسيلة (الإنترنت) والمخاطبة بـ(الإميل) بشرط أن يكون الموضوع الذي ستتم مناقشته في أجندة ما سوف يطرح في الاجتماع ويبلغ المعنيين بذلك وبموعد عقد الاجتماع.. أما إن كان على طريقة ما صرح به عضو اتحاد كرة القدم (مصلح مسلم) لإحدى البرامج الرياضية بأن موضوع قرار تأجيل مباراة الاتحاد والأهلي لم يكن مدرجاً في جدول الأعمال إنما من بين ما استجد من أعمال.. ففي هذه الحالة من حقي أن أطالب الرئيس العام بتعيين (مراقب) لمثل هذه الاجتماعات، وليس هذا فحسب إنما أيضاً (تسجيلها) لتبقى مستنداً كـ(الكتاب الأسود) المستخدم في الطائرات.. طبعاً أنا هنا أطلب من القارئ الكريم هو الآخر أن (لا يضحك) على هذا المقترح الذي إن عمل به فإن أحمد عيد ومصلح مسلم وغيرهما لن يضطروا في البرامج الرياضية إلى الإدلاء بـ(القسم) كما حدث من المذكورين، حيث سوف يكتفى بـ(التسجيل).. والله من وراء القصد.. وسامحونا.