هيبة الاتحاد (2)
دعونا من خلال التفاعل المنطقي المبني على رؤية واسعة الأفق أن نتناول تحليل ومناقشة التصريح الذي أطلقه رئيس نادي الاتحاد بمنتهى (الشفافية) وذلك مع كل محبي عميد الأندية السعودية والذين لابد أنهم يتفقون معه على وصف صحيح لوضع ناد كبير ضاعت (هيبته) وقد لامس كبد (الحقيقة) مشخصا واقع المشهد الاتحادي ولعل من بين أهم الأسباب الرئيسية التي أدت بهذا النادي العريق المعروف لدى الجميع بأن أبرز ما كان يميزه عن بقية الأندية الأخرى هو انتماء كل محبيه من أعضاء شرف وجماهير وإعلاميين لـ(لكيان) فقط لا غير إلى فقدان (هيبته) أن هناك من رسخ في السنوات الأربع الأخيرة مفهوما جديدا ربط علاقة المشجع الاتحادي في كافة مواقعه بالأشخاص مروجاً لأسماء معينة تم وضعها في صورة (بطل) قومي لاغياً عطاء وجهد ودعم آخرين كان لهم دور واضح في كل ما تحقق من إنجاز وكذلك منحه بروازا أكبر من إطار (الأصل) وهو الكيان والذي كان له الفضل الكبير في بروز أي اسم وشهرته وذلك بطريقة مقززة جدا فيها كثير من (المبالغة) غير المعقولة حتى أصبحت (ظاهرة) خطيرة لاحظنا حجم مدى تأثيرها البالغ جدا في سقوط إدارات متتالية وابتعاد أعضاء شرف مهمين في مسيرة الاتحاد وإنجازاته. ـ حقيقة لا أدري تماما كيف يمكن للرئيس المنتخب محمد (الفائز) أن يقضي على هذه الظاهرة التي بدأت تتفشى بين الأوساط الاتحادية وتجد مساحة كبيرة في الإعلام المنتمي لهذا النادي ومن (يتبناها) ويدعم تأصيلها وأعتقد أنه من الخطأ بل ومن (الظلم) مطالبة (أبو حامد) بوضع حد نهائي لها إذ إنه من المستحيل جدا أن يقوم (منفردا) بهذه المهمة الصعبة ما لم يكن هناك (تكاتف) من كافة الاتحاديين للقضاء على هذه الظاهرة السيئة ونبذ كل من يحاول ويسعى إلى وضع نادي الاتحاد في قالب مرهون بأشخاص معينين لن يستطيع العميد بدونهم الوصول إلى منصات التتويج وحصد البطولات وتحقيق العالمية إذ لابد أن تتكاثف جهود الاتحاديين المخلصين مع (الكيان) إلى بتر هذا التوجه عن بكرة أبيه و(محاربة) كل من يساعد على تغذيته وتنميته سواء عن طريق الإعلام (الرياضي) المقروء في المقام الأول ثم عبر المنتديات الإلكترونية المهتمة بالشأن الاتحادي وكل من له علاقة بتشجيعهم وتمويلهم. ـ وأنا هنا حينما أشير إلى هذه الظاهرة التى أرى من وجهة نظري تعد واحدة من الأسباب الحقيقية لفقدان الاتحاد (هيبته)، فأرجو ألا يساء فهمي بأن لي موقف من شخصية بذاتها أو أكثر أو أنني أرمي إلى التقليل من مكانتها وإسهاماتها أو دعمها وإنجازاتها بقدر ما أنني لاحظت أن البعض (زودوها حبتين) وأكثر من اللازم حتى أنها باتت محل انتقاد الكثير من المسؤولين والنقاد خاصة بعدما بدأ يمتد تأثير هذا التوجه الميال لـ(فخفخة) الأسماء وتحويل كل منجز لهم سواء كان صحيحا أو أنه فرقعة إعلامية إلى بعد خطير في اتجاه دفع قلة قليلة من أعضاء الشرف إلى توظيف بعض الإعلاميين لخدمتهم وإبراز أي إنجاز يحققونه وعمل (هيلمة) إعلامية لهم لكي يحصلوا على نفس الاهتمام الإعلامي (الموجه) لعضو الشرف الاتحادي الآخر الذي يملك بحوزته مكنة إعلامية سخرها لتلميعه حتى لو تم نشر معلومات (مغلوطة) تتحدث عن صفقات وهمية وأرقام مبالغ فيها وأحسب أنما طرحته آنفاً ليس من نسج الخيال إنما يمثل واقعا موجودا بات معروفا بين الاتحاديين أنفسهم وحتى غير الاتحاديين ولهذا كان وما يزال لهذه الظاهرة تأثيرا سلبيا أدى إلى زعزعة البيت الاتحادي وإضعاف (الثقة) في رجالاته مما كان له أثره الواضح في نشوب خلافات حادة بين محبيه والأدهى من ذلك كله تخليهم عن ناديهم وعدم مبالاتهم لأي إخفاق يمر به أو انتكاسة تحدث له وبالتالي لا غرابة أن حس (أبو حامد) وغيره من المتابعين بأن الاتحاد فقد (هبته) ويحتاج إلى عمل جاد لتعود للعميد سمعته وسمات تساهم في تحقيق الإنجازات.. وللحديث بقية غدا بإذن الله ضمن سلسلة من المقالات التي (تغوص) في أعماق رأي طرحه رئيس نادي الاتحاد المنتخب وضعه هدفا إستراتيجيا لإدارته سعياً لبلوغه.