أنا ولا هو؟
ليلة مختلفة هذه الليلة عن جميع ليالي هذا الموسم إذ إن الفرح فيها له أكثر من وجه ومعنى وصورة ينطلق قبل صافرة البداية وبعد نهايتها تسعد العيون والقلوب بطلة وشوفة ملك القلوب (أبو متعب) وهذه لوحدها (قمة) فرح كافية وافية لمناسبة تاريخية تبقى عالقة محفوظة في ذاكرة الزمن طيلة العمر بكل شخوضها وأحداثها وكافة تفاصيلها الدقيقة يرصدها حلم كبير كان يراود هذا وذاك ممن حضر وشارك حيث تحول أمامه إلى (حقيقة) يشهدها ويحتفل بها عبر نظرة عابرة ولمسة حانية وتهنئة صادقة في ليلة فرح لاتنسى عنوانها العريض (كأس ملك). ـ تلك اللحظة تخيلتها وأنا أضع نفسي مكان قائد فريق النادي الأهلي تيسير الجاسم، وقائد فريق نادي النصر حسين عبدالغني كيف ممكن لي أن أنام قبل ليلة المباراة بليلة واحدة وأنا أرى أمامي كأساً تلمع ويداً تسلم وتهنئ وتحتضن متأملا من يكون صاحب الحظ السعيد (أنا ولا هو) سؤال مرهق إجابته متعبة جدا جدا لا تخصني لوحدي فحسب إنما كل من معي في صفوف فريق عمل واحد نحن كلنا من نحددها بهدف أو أكثر المهم نفوز وأصعد المنصة لأقبل الكأس ومسلمها ومازال السؤال يزن فوق رأسي يقلق منامي يركض خلفي يطاردني في المعسكر وبالأتوبيس (أنا ولا هو) ؟. ـ مقارنة صعبة بيني وبين زميل منافس تجمعنا تطلعات وأماني واحدة حيث تخيلت نفسي اللاعب (تيسير الجاسم) أفكر في بطولة في بلوغ إنجاز يعني لي لوحدي الشيء الكثير من جهة خصوصية موسم (استثنائي) في حياتي الكروية ومشوار جميل عشته بين (قلعة الكؤوس) لن أضمن تكرار الحدث ولا الإنجاز مرة ثانية ولا حالة (التوفيق) التي منحتني لقب (الأفضلية) فما أجمل أن أتوج هذا العطاء والتعب والفرح بـ(أغلى) الأفراح والألقاب لبطولة مسمى (كأس ملك) وبطلها في نهاية سعيدة يا (أنا ولا هو)، هكذا كانت سمة حوار دافئ أعجبني، أحببته وأنا أتقمص شخصية قائد الفريق الأهلاوي. ـ لم أستطع أتمالك أعصابي بمجرد ما وضعت نفسي مكان اللاعب الكبير (حسين عبدالغني) بعدما دخلت في صراع قوي وأنا أحاول أبحث عن ذاتي وتوجه مشاعري لـ (حبي القديم) خوفا وخشية من أن يحاصرني يداعبني مكان كيف يمكن لي حينها أن أتجاهله وأنساه وأنا أرى أمامي (حبيبتي) تغطي كل أرجاء الملعب أسمع صوتها يخاطب جوارحي ويتغنج على صدري بصوت الفنان المبدع محمد عبده وهو يغني (الأماكن كلها مشتاقة لك) وفجأة أنظر إلى نفسي وأنا أمام (أصل) الحقيقة في مواجهة مع (حبي الجديد) واقع اليوم والغد وفرحة معه تعني لي تحقيق إنجاز فريد في مسيرة حياتي يسجل ويرصد باسمي كـ(بصمة) توثيقية تؤكد للجميع بما فيهم (معازيم) حبيبتي (القديمة) أن الحب كل الحب لحبي (الجديد) حبيبتي التي تسكن في قلبي وعقلي وهي معي الآن سوف أثبت لها الليلة أن الماضي بكل حلوه ومره لم يبق منه إلا شيء من (الأطلال) وصدى صوت يهتف قائلا (أعطني حريتي أطلق يدي) وأن الحاضر هو (الأحلى) بكأس أجدد العهد مع حبيبتي وأنا أضحك فرحا لأنني كنت سبباً في فرح غاب عنها سنين، وفرح (معازيم) كانت في كل أرجاء الملعب أراها لوحدها تغازلني وهي تسأل (أنا ولا هو)؟ ـ خلصت من هذه المقارنة بين (تيسير الجاسم وحسين عبدالغني إلى أن كليهما في تحد من نوع خاص جدا أمام جماهيرهما ولا أدري من سوف يكسب الرهان الصعب في مواجهة هذا الأهلي الراقي وإن كنت أرشح الأهلي لكسب اللقاء بنتجة 3 ـ 1 وحصد البطولة وفق مقومات فنية أفضل بمراحل من العالمي إلا إن كان لعبد الغني وزملاءه كلمة أخرى نلمسها ونشاهد قوة تأثيرها على المستطيل الأخضر في مواجهة حاسمة فاصلة تنتهي بضربات الترجيح ونتيجة قوامها (5 ـ 4 للنصر). ـ أنا ولا هو؟ من المنقذ للفريق الهلالي ومن الذي سوف يساهم في (تصغير) الزعيم ليشارك في الملحق الآسيوي؟ القرار في كلتا الحالتين بيد الأهلي بنسبة (99) والنصر بالنسبة الضعيفة جدا المتبقية.