2012-03-12 | 05:48 مقالات

مجلس الشورى ووزارات تحت التخفيض‎

مشاركة الخبر      

اطلعت على التصريح الصحفي الذي أدلى به عضو مجلس الشورى الدكتور طلال بكري لجريدة الشرق بعددها الصادر أمس الأحد حول مدى إمكانية تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى (وزارة) حيث قال إن لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بالمجلس سبق لها أن قدمت هذه التوصية قبل عام إلا أن هذه التوصية قوبلت بالرفض موضحا أن الرافضين اعتبروا أن التحويل مكافأة على الإخفاقات المتكررة للرياضة السعودية واختتم البكري تصريحه: إن عدم إدراك أهمية تحويل الرئاسة العامة إلى وزارة من قبل بعض أعضاء المجلس ساهم في إسقاط التوصية رغم أهميتها. ـ بعد قراءتي لهذا التصريح أكثر من مرة وتمحيصي لمضمونه لا أدري إن كانت (الحيرة) هي التي حالت دون فهم بعد النظر الذي يتمتع به بعض أعضاء مجلس الشورى الذين صوتوا ضد التوصية أما أنني في حالة (صدمة) عنيفة تجاه معلومة (خطيرة) تعطي دلالات على مستوى تفكير بعض أعضاء المجلس ان كان حال تفكيرهم بهذا المستوى علي أن أقول للشعب السعودي وبالذات شبابه (منك العوض وإليك العوض). ـ ومادام ان (الميزان) الذي اعتمد عليه مجلس الشورى في تقييم أداء الجهات الحكومية من (وزارات) وغيرها هو (حجم) الإخفاق الذي بنى على ضوئه مساحة اهتمام (الدولة) حفظها الله بهذا القطاع وذاك فإنني سوف (اجاري) أعضاء المجلس حسب الفكر الذي انطلقوا منه وداعما قويا لـ(نظرية) فلسفية ينبغي عدم الاستهانة بها مطالبا أهل الفكر والمعرفة العلمية بمؤازرتها بإطلاق حملة (تأييد) قوية ومناصرة (مليونية) لها. ـ ليه لا ؟.. حيث سيجد أعضاء مجلس الشورى أمامهم بدءا من الغد (قائمة) أسماء (وزارات) رغم ما يقدم لها من دعم مالي وما تحظى به من اهتمام على أعلى مستوى إلا ان أداءها وعطاءها لا يلبي رغبات وتطلعات المواطن الصغير والكبير والفقير والغني مما يستدعي رفع (توصيات) بـ(تخفيض) درجة تمثيلهم في الدولة إلى نفس مرتبة الرئاسة العامة وبالتالي عدم السماح للوزراء بحضور جلسات هذا المجلس. ـ اقتراحي أرجو من مجلس الشوري ان يأخذوا ما فيه مأخذ (الجد) ولا يعتبرونه (سوطرة) كنوع من (السخرية) على موقفهم من (أهم) شريحة في المجتمع السعودي وهي (الشباب) والتي كما ذكرت في مقالة سابقة نشرت لي قبل اسبوعين تحتاج إلى (اهتمام) كبير من قبل الدولة وذلك في ظل وضعهم (معايير) للنجاح والإخفاق وأغلب ظني أنهم سوف يتفقون معي ان هناك عددا من الوزارات لو وضعت في ميزان مجلس الشورى فإنهم سيجدون من خلال ما يصرف لها ومستوى الخدمات التي تقدمها للمواطن هي (أسوأ) إخفاقا من رعاية الشباب حسب (مقاييس) بعض أعضاء مجلس الشورى الذين لم يذكر أسماءهم ولا عددهم الدكتور طلال بكري ولكن يبدو ان التصويت ذهب للنسبة الأكثر. ـ على كل حال الكرة باتت في مرمى من كانوا (ضد) توصية تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة لعلنا نرى قوة (شخصيتهم) وما يتميزون به من (حكمة) عبر موقف حازم بالموافقة على توصيات يؤكدون من خلالها مدى (حرصهم) على ترشيد الانفاق الحكومي تجاه الجهات التي لديها (إخفاقات) كثيرة و(غيرتهم) الشديدة للارتقاء بالعمل الشبابي ليس في المجال الرياضي فحسب إنما في كل ميادين الحياة التي يرتبطون بها فإذا لم نجد أنهم طبقوا (النظرية) الفلسفية على جميع الوزارات المعنية بخدمة المواطن والتي يعاني (ويل الويل) من تقصيرها وضعف خدماتها فمعنى ذلك ان مجلس الشورى في هذه الحالة له موقف غير معلن من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبالتالي اسمحوا لي إن طالبت القراء بأن يرددوا معي الدعاء (اللهم أجرني في مصيبتي وعوضني خيراً منها.. آمين آمين).