قضاة الملاعب وضغوط الجوال
التحكيم هو القضية الشائكة والتي يثار حولها الكثير من الجدل الذي يؤدي في أحيان كثيرة إلى تجاوزات من عدة أطراف متداخلة مع اللعبة
المثيرة كرة القدم إلا أنها تعتبر جزءا لايتجزأ من عملية (تشويق) مطلوبة ومرعوبة تتحرك معها عقول وأحاسيس تقرز جوانب مهمة في لغة حوار لايقل في مستواه عن مباراة تقام داخل الملعب تشمل على أهداف تصنع الفوز وأخرى ضائعة تسبب الهزيمة ناهيك عن إبداع يسير في اتجاه الفكر والكلمة ولايخلو من حالات عنف مرفوضة وبطاقات صفراء وحمراء.
ـ وإن كان قضاة الملاعب مقارنة باللاعبين والمدربين والإداريين هم من يتعرضون بنسبة كبيرة للضغوط النفسية التي تسبق المباراة وأثناء إقامتها خاصة الجماهيرية منها وذلك عن طريق عدة وسائل (مؤثرة) لم تعد الصحافة الرياضية والنقد القاسي الذي يكتب فيها هي الوحيدة من تمارس هذه الضغوط إنما يضاف إليها في عصر الإعلام المنفتح والاتصالات مايبث عبر المنتديات والغرف الالكترونية والأخطر منها هو الهاتف الجوال هذا في حال معرفة مسؤولي الأندية والجمهور برقم جوال الحكم الذي وإن لم يرد و (جمد) المتصلين فإنه لن يسلم من خدمة (الرسائل).
ـ وربما هذه الوسائل التي لم تكن موجودة قبل عشرة أعوام بالفاعلية المؤثرة الآن هي التي أدت إلى (تذبذب) مستوى الحكم السعودي الذي نراه
يتألق في مباراة بيمنا نصدم بتقهقر مستواه بصورة غير طبيعية في مباراة أخرى حتى إن لجنة الحكام التي اختارته تقع في (حرج) شديد بعد وقوعه في (أخطاء) جسيمة لاتستطيع تجاهلها وإن حاولت (الدفاع) عنه.
ـ لهذا فإن الحكم السعودي نلاحظ نجاحاته خارجيا والإشادة به واختياره في قيادة مباريات كبيرة في المحافل القارية والدولية ولعل الحكم (خليل جلال) خير دليل على (فوارق) القدرات التي تبرز الحكم السعودي خارجيا في حين (تختفي) أثناء تحكيمه في البطولات المحلية وهذا نتيجة حتمية لاستسلامه لمؤثرات الضغوط التي باتت تلاحقه في كل مكان وليس بمقدوره مع طبيعة المجتمع (التخلص) منها.
ـ في تصوري ومن وجهة نظر خاصة ومن خلال متابعتي لبعض المباريات التي قادها حكام أجانب لمست أن غالبيتهم ليسوا بأفضل من الحكم السعودي الذي من الممكن جدا أن تقل أخطاؤه وتعود (ثقة) الوسطين الرياضي والإعلامي فيه لو تمكن من إبعاد نفسه عن المؤثرات التي ذكرتها وإن كنت أتمنى من لجنة الحكام برئاسة (عمر المهنا) الذي بدأ يقدم جهوده وثمرات (خبرته) الطويلة عبر إقامة (ورش) عمل لتطوير مستوى الحكم السعودي أن تضع ضمن هذه الورش دورات يشارك فيها (متخصصون) بمقدوره (معالجة) الضغوط النفسية بكل مافيها من مؤثرات وفقا لدراسات ونظريات علمية ربما تؤتي أكلها وتحقق الفائدة المرجوة منها حيث إنني أرى أن هذه المؤثرات هي أكبر (مشكلة) تقف خلف تذبذب قضاة الملاعب وبالتالي زعزعت الثقة في قدراتهم التحكيمية على المستوى المحلي.