أزمة كاتب الـ"طقطقة"!
لا أعتقد أن "صندوق الرياضة" بكافة ما فيه من "جواهر" نادرة للكتابة، لا يجد رحابة "وقت" من مؤلف يلتقط منه ما يعالج درامياً بشكل يظهر أزمته محلياً بل وعربياً دون رتوشف، وبعيداً عما يستخف أو يظهر "ناس" هذا العالم الكبير على أنهم "سطحيون"، فيما هم "عمق المجتمع" لأكثريتهم، ففي كل منزل "مشجع/ مشجعة"، وأغلب عناوين الصحافة بل وتغريدات "ما يتواصل" تتحدث عن سيولة مال تنعش اقتصاد بلد بأكمله، ثم إن "حكايته" كثيرة، وطرافته أكثر وأنت تدعك عينيك مع كل "طقطقة" خلف كل "هزيمة" أو صفقة تعاقدية، ولك أن تحك ذاكرتك لتسرد ملايين حكايات الرياضة سواء في المنزل، في الشارع، في العربة المارة أمامك، في المدرسة، في الجامعة، وفي أنحاء حياة مجتمع عربي لا يكاد يجد نفسه إلا في "من فاز"، ومن أغفل له الحَكم، ومتى ستبدأ بطولة عالمية ما، ثم مشهد زحام من يتبضع "رسيفر من".
أقصد أن كل هذا الكم بلا "مؤلف" أو كاتب نص "درامي" أو حتى "كوميدي" إلا على مضض، وإن وجد لم يلتقط إلا "طشاش" ما يحدث من صراع في مجتمع باتت "الرياضة" من ضمن "أدلجته"، بل وأكبر كعكة مال في محيطه وأنت ترصد ديون نادي "س" أو "ص" أو عقود استثمار أحدهما، ورعايته، ومتجره، إلى بقية تفاصيل المال، فيما على صعيد "الوعي"، يكاد يكون "مجتمع الرياضة"، بيئة تتشكل وتنمو بكيفية ما، كأحد أهم محاور ما يحدث ضجة ولو من باب "زحام ما" أو اعتنان ما، أو أفضل ولا أفضل، غير أن "المعالج الدرامي" لا يسلط الضوء عليه كمسلسل بما يكفي، وحتى على صعيد "أفلام" ما، فذاكرتي لا تسعفني على أن "مخرج أو مخرجة" أو شركة إنتاج مثلاً قاما بتبنى فكرة إنتاج "صراع" تدور أحداثه في "حارة" ما، أو ملعب ما، أو أزمة ما، إلا في أضيق "المرور" العابر ولا يلامس كمشهد في مسلسل ما، ولو سألت أغلب نجوم الفعل الفني الآن لوجدتهم "يشجعون"، ومنهم من تجاوز التعصب ليختار فريق العمل من ذات "شعار/ ناديه"، فيما المؤلف دون شك أحد شخوص المشهد، ونتاج المجتمع الذي يكتب له، ونادراً ما تجده لم يكن في يوم ما مع "أحد" ضد "أحد"، ولو من نافذة الصغير في الحارة، أو اللاعب في "برحة المدرسة" أو أب "الأهلاوي أو الهلالي والبرشلوني والزمهلاوي"، وقس على بقية "عدوى" من تأثر أو مارس أو كان يرصد المشهد، ولكنه لم يقم على تفريغه كنص أو حوار لمشاهد درامية أو كوميدية، تعالج أزمة هذا "المُسطح" الثابت في معادلة وعي غير المتطور! قد تقول: لماذا تطرح الأمر الآن، وأرد ببساطة: لم أشاهد وسط هذا الزخم "الأرشيف" من دراما رمضان، إلا ما يعد على أصابع اليد الواحدة، وقالت عن الرياضة شيئاً كمسلسلات، وبفكرتها البسيطة جداً، تلك التي لم تستفد حتى من "كَم طقطقة" ما تبادل الناس من مرح طيلة بطولات الموسم، هذا يعني أمرين، الأول: أن أزمة الدراما ذاتها بحاجة لمن يكتبها بدورها في نص، فيما الثاني: أن كاتب النّص الجيد عملة نادرة ومفقودة، فيما يذهب فنان هنا أو هناك أنه ليس مع تبني العمل "الواحد" أو النّص المفرد لكاتب ما، ما لم يتناوب على كتابته عدة أشخاص، ولكنك بين الأول والثاني تشعر بضياع المشهد، وبالتالي من يعالج ماذا بما يلامس، وليس بما يبقي الأمور على أنها ذات "الصراع" منذ أيام الكرة الشُراب، أو ملعب الغبار، وبذات طقطقة يا ألعب يا أخرب"، فيما "الرياضة" تحولت أكثر أو تطورت أقل ومناخ نصّها الدرامي يكاد يفيض عن "صندوق" الجواهر، تلك التحف النادرة وأنت تشاهد مثلاً كافة الدول العربية في أزمة رياضة، وأغلبها عاد لعصر "الشينكو" كبنى تحتية، واللاعب العربي وبالذات المحترف منه بات "أشعب" الشرِه ولكن على صعيد المال.
آخرون باتت الرياضة في حياتهم "كمدرس" مثلاً "إقصاء"، وكموظف "معطل" مشجع، وكمنتخب لا يدعو للمشاهدة، وكل هذه أزمات، ولكنها لا تذهب إلى "المرئي" كدراما، إلا فيما ندر، وبطريقة: ليت المؤلف لم يعالج الصداع بهذه الطريقة ولم يصرف له "بنادول" ما زاد الأمر سوءاً، لأن تشخيصه كان سيئاً، ولا يشير إلى أن ثلاثة أرباع المجتمع "رياضة" والربع الأقل نَصّ الكاتب الذي تفطر عليه بمضض.. اللهم إني صائم.. إلى اللقاء.