2016-06-09 | 03:30 مقالات

"فوبيا سامي"

مشاركة الخبر      

لا نفصل بين الأشياء كما يجب، فقط لأن "عاطفتنا" ترى أكثر بعيدا عن لغة الـ" منطق"، واقعة، ومستهدف من يبحث ماذا، سأعطيك مثالا بسيطاً: سامي الجابر مدرباً للشباب، الذي حدث أن لازال " سامي" اللاعب، ومن فئة الهلال، ومن "معه وضده"، تلك التي تقبل وترفض وتقاوم وتفخّم وتقزم، كأن الشباب ليس طرفاً في المعادلة، وليس من ينتقي مدربه كما يجب، كأن أيضا سامي أقل من كافة من أتوا للشباب النادي وحققوا ولم يحققوا شيئا يذكر، ليس من حق سامي أن يشق طريقه في عالم التدريب، فعليه أن يبقى "سوبر هيرو" إلا في "مدرب"، أو طموح، أو حتى محاولة ما، هي ذات " العاطفة " مع "ماجد " مثلا لو درب، فله ذات "اللاءات والتحفظات" من مدرج ليس معه، وقد مدرجات أخرى وخير دليل "سامي"، وكل ذلك وفق "العاطفة"، التي لا تعترف سوى بـ"الطقطقة"، ذلك التقزيم لأحد لأنه ضجيج الضوء أو الحدث أو حتى الأزمة.
وليس ما يرتكز عليه المقال "سامي الجابر"/ المدرب، بل محاولة تحليل ظاهرتنا "الكونية" في التعامل مع الأشياء بحيث نبقى "رغبات" أكثر من "فكرة عمل"، وكأن علينا أن نبقى هذا "المتأفف" طيلة الحياة، هذا الضاغط للأشياء لتبدو أصغر مع كل فكرة، فالرفض من باب الرفض "عادة"، فيما العدل: لم يطلب الشباب النادي من كافة المستاء تلك الآراء المقللة، ولم يتفاوض سامي الجابر مثلا مع أحد إلا مع الشباب، أي أنهما يوقعان على ورقة عمل لها دون شك "مستهدفاتها"، ولو منها ما ضج به الشباب من أحاديث حول مدربه الجديد قبل أن يبدأ، هذه بحد ذاتها أشبه بالـ "برومشن" الجيد عن النادي والمدرب، فما بالك وسامي ليس أقل من أي أحد تعاقد معه الشباب ولم يحقق، بمعنى أن سامي ولو تراكمه التدريبي (أندية قليلة)، لن يعيقه عن أن يقدم ما لديه من "فكرته"، وسأقلب لك المعادلة بشكل مختلف، ماذا لو جاء للشباب آخر "أكبر"، ولم يحقق للشباب نتائج ما يطمح إليها، ما الذي سيختلف غير فض الشراكة معه، فيما سامي "على الأقل" يشارك في الصراع الكروي المحلي منذ عشرات الأعوام، ويفهم المقابل أو الند، وله وفق "اللاعب" مجده الذي يذكر، ووفق المدرب ما أوصل الهلال لمنطقة جيدة أكملها بعده ريجي وخسر النهائي آسيويا مثلا، وأبقى في تقبل "الناس"، وكأنهم بدورهم "المدرب الحصيف" أو "الإداري الخبرة" الذي يحكم على الأشياء بدقة تصيب مرمى الهدف، ماذا لو حقق سامي الموسم المقبل "للشباب"، فلم يكن الأهلي مثلا يعرف "جروس"، ولم يكن النصر مثلا يدرك فيما فرط فيه من مدرب فتراجع، هي ذاتها أن الشباب قد يكون مع "المدرب"/ أي مدرب ذات الليث اللقب من عدمه، وذات الفريق المقاتل من عدمه، وذات في النهاية حالة العمل، ولو محصلتها كمثال أقرب عبداللطيف الحسيني مع الهلال مؤخراً، فالأخير حاول في " أحلك الوقت آسيوياً"، ولا تستطيع أن تقول فشل طالما تجربته مقتضبة بهذا الحد من الهلال، فيما سامي له البداية حتى حين يقرر فيه الشباب فض شراكة العقد أو الأعوام الثلاثة معه.
إنما أركز على أن منطق الحكم المبكر على الأشياء ومنها المدرب أو اللاعب أو حتى رئيس النادي "ينجح ولا ينجح" استباق سيئ جدا للأشياء يعكس حالة "فوبيا" لدى المجتمع من أشياء كثر تعودت "بخبخة" الإحباط في وجه السعادة، طالما يتحدث قبل أن يعرف ظروف وبيئة العمل أو التوافق من عدمه أو نوع المهمة، ولك في عهد الأهلي القريب أوضح الأمثلة، وهم يقررون سلفاً أنه لن يحقق الدوري " كعقدة نفسية"، وأن الزويهري مساعد ـ مثلا ـ جديد على إدارة كالأهلي، وأن طارق كيال فعل الإنقاذ، فيما لو فككت الأمر ببساطة لوجدت أن تراكم الأهلي في الثلاثة أعوام الأخيرة يقترب من الأشياء أكثر وبالتالي حقق ما يريد، وفق كافة العناصر ضارباً بعرض الحائط كل "ألبوم الصور السوداوية عن محاولته"، طارق كيال مثلا تدخل والأهلي متصدر، هذا لا يصادر جهده ولا خبراته ولا كونه رائعا، ولكني أركز على منطق يصب في فهم الأشياء أكثر، ومن ذلك لن أقول إن سامي سيحقق أو لن يحقق، طالما لا أعلم بالضبط ما يحدث داخل الشباب كحالة جديدة، فيما هو الفريق الكبير دون شك، وأضاف لتاريخه من بهالة سامي اللاعب والنجم والخلوق والمدرب الذي قد على "فكرته" تكتب عناوين الدوري للشباب هذا الموسم أو أي بطولة أخرى، وقد لا.. فالتوفيق من الله وليس من الناس.. إلى اللقاء.